Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 98-100)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر العمل الصالح ووعد عليه ، وصل به قوله { فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْءانَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } إيذاناً بأن الاستعاذة من جمله الأعمال الصالحة التي يجزل الله عليها الثواب . والمعنى فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ كقوله { إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ } المائدة 6 وكقولك إذا أكلت فسمّ الله . فإن قلت لم عبر عن إرادة الفعل بلفظ الفعل ؟ قلت لأن الفعل يوجد عند القصد والإرادة بغير فاصل وعلى حسبه ، فكان منه بسبب قويّ وملابسة ظاهرة . وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه 594 قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم ، فقال لي " يا ابن أمّ عبد ، قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، هكذا أقرأنيه جبريل عليه السلام عن القلم عن اللوح المحفوظ " { لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ } أي تسلط وولاية على أولياء الله ، يعني أنهم لا يقبلون منه ولا يطيعونه فيما يريد منهم من اتباع خطواته { إِنَّمَا سُلْطَـٰنُهُ } على من يتولاه ويطيعه { بِهِ مُشْرِكُونَ } الضمير يرجع إلى ربهم . ويجوز أن يرجع إلى الشيطان ، على معنى بسببه وغروره ووسوسته .