Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 110-110)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عن ابن عباس رضي الله عنهما سمعه أبو جهل يقول يا أَلله يا رحمن ، فقال إنه ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعو إلهاً آخر . وقيل إن أهل الكتاب قالوا إنك لتقل ذكر الرحمٰن وقد أكثر الله في التوراة هذا الاسم فنزلت . والدعاء بمعنى التسمية لا بمعنى النداء ، وهو يتعدّى إلى مفعولين ، تقول دعوته زيداً ، ثم يترك أحدهما استغناء عنه فيقال دعوت زيداً . والله والرحمٰن ، المراد بهما الاسم لا المسمى . وأو للتخيير ، فمعنى { ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ } سموا بهذا الاسم أو بهذا ، واذكروا إما هذا وإما هذا . والتنوين في { أَيّا } عوض من المضاف إليه . و { مَا } صلة للإبهام المؤكد لما في أيّ ، أي أيّ هذين الاسمين سميتم وذكرتم { فَلَهُ ٱلأَسْمَاء ٱلْحُسْنَىٰ } والضمير في { فَلَهُ } ليس براجع إلى أحد الاسمين المذكورين ، ولكن إلى مسماهما وهو ذاته تعالى لأن التسمية للذات لا للاسم . والمعنى أياما تدعوا فهو حسن ، فوضع موضعه قوله { فَلَهُ ٱلأَسْمَاء ٱلْحُسْنَىٰ } لأنه إذا حسنت أسماؤه كلها حسن هذان الاسمان لأنهما منها ، ومعنى كونهما أحسن الأسماء . أنها مستقلة بمعاني التحميد والتقديس والتعظيم . بصلاتك بقراءة صلاتك على حذف المضاف لأنه لا يلبس ، من قبل أن الجهر والمخافتة صفتان تعتقبان على الصوت لا غير ، والصلاة أفعال وأذكار وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بقراءته ، فإذا سمعها المشركون لغوا وسبوا ، فأمر بأن يخفض من صوته ، والمعنى ولا تجهر حتى تسمع المشركين { وَلاَ تُخَافِتْ } حتى لا تسمع من خلفك { وَٱبْتَغِ بَيْنَ } الجهرو المخافتة { سَبِيلاً } وسطاً . 638 وروي أنّ أبا بكر رضي الله عنه كان يخفي صوته بالقراءة في صلاته ويقول أناجي ربي وقد علم حاجتي ، وكان عمر رضي الله عنه يرفع صوته ويقول أزجر الشيطان وأوقظ الوسنان ، فأمر أبا بكر أن يرفع قليلاً وعمر أن يخفض قليلاً . وقيل معناه ولا تجهر بصلاتك كلها ولا تخافت بها كلها ، وابتغ بين ذلك سبيلاً بأن تجهر بصلاة الليل وتخافت بصلاة النهار ، وقيل { بِصَلاتِكَ } بدعائك . وذهب قوم إلى أنّ الآية منسوخة بقوله { ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً } الأعراف 55 وابتغاء السبيل مثل لانتحاء الوجه الوسط في القراءة { وَلِىٌّ مَّنَ ٱلذُّلّ } ناصر من الذل ومانع له منه لاعتزازه به ، أو لم يوال أحداً من أجل مذلة به ليدفعها بموالاته .