Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 13-14)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ طَٰـئِرَهُ } عمله وقد حققنا القول فيه في سورة النمل . وعن ابن عيينة هو من قولك طار له سهم ، إذا خرج ، يعني ألزمناه ما طار من عمله . والمعنى أنّ عمله لازم له لزوم القلادة أو الغل لا يفك عنه ، ومنه مثل العرب تقلدها طوق الحمامة . وقولهم الموت في الرقاب . وهذا وبقة في رقبته . عن الحسن يا ابن آدم بسطت لك صحيفة إذا بعثت قلدتها في عنقك . وقرىء « في عنقه » بسكون النون . وقرىء « نخرج » بالنون . « ويخرج » بالياء ، والضمير لله عز وجل « ويخرج » ، على البناء للمفعول . ويخرج من خرج ، والضمير للطائر . أي يخرج الطائر كتاباً ، وانتصاب { كِتَـٰباً } على الحال . وقرىء « يلقَّاه » ، بالتشديد مبنيا للمفعول . و { يَلْقَـٰهُ مَنْشُوراً } صفتان للكتاب . أو { يَلْقَـٰهُ } صفة و { مَنْشُوراً } حالٌ من يلقاه { ٱقْرَأْ } على إرادة القول . وعن قتادة يقرأ ذلك اليوم من لم يكن في الدنيا قارئاً . و { بِنَفْسِكَ } فاعل كفى . و { حَسِيباً } تمييز وهو بمعنى حاسب كضريب القداح بمعنى ضاربها وصريم بمعنى صارم ذكرهما سيبويه . وعلى متعلق به من قولك حسب عليه كذا . ويجوز أن يكون بمعنى الكافي وضع موضع الشهيد فعدّي بعلى لأنّ الشاهد يكفي المدعي ما أهمه . فإن قلت لم ذكر حسيباً ؟ قلت لأنه بمنزلة الشهيد والقاضي والأمير لأنّ الغالب أنّ هذه الأمور يتولاها الرجال ، فكأنه قيل كفى بنفسك رجلاً حسيباً . ويجوز أن يتأوّل النفس بالشخص ، كما يقال ثلاثة أنفس . وكان الحسن إذا قرأها قال يا ابن آدم ، أنصفك والله من جعلك حسيب نفسك .