Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 49-51)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما قالوا أئذا كنا عظاماً قيل لهم { كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً } فردّ قوله كونوا ، على قولهم كنا ، كأنه قيل كونوا حجارة أو حديداً ولا تكونوا عظاماً ، فإنه يقدر على إحيائكم والمعنى أنكم تستبعدون أن يجدد الله خلقكم ، ويردّه إلى حال الحياة وإلى رطوبة الحيّ وغضاضته بعدما كنتم عظاماً يابسة ، مع أنّ العظام بعض أجزاء الحي ، بل هي عمود خلقه الذي يبني عليه سائره ، فليس ببدع أن يردّها الله بقدرته إلى حالتها الأولى ، ولكن لو كنتم أبعد شيء من الحياة ورطوبة الحيّ ومن جنس ما ركب منه البشر - وهو أن تكونوا حجارة يابسة أو حديداً مع أن طباعها الجسارة والصلابة - لكان قادراً على أن يردّكم إلى حال الحياة { أَوْ خَلْقًا مّمَّا يَكْبُرُ فِى صُدُورِكُمْ } يعني أو خلقاً مما يكبر عندكم عن قبول الحياة ويعظم في زعمكم على الخالق إحياؤه فإنه يحييه . وقيل ما يكبر في صدورهم الموت . وقيل السموات والأرض { فَسَيُنْغِضُونَ } فسيحرّكونها نحوك تعجباً واستهزاء .