Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 86-87)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَنَذْهَبَنَّ } جواب قسم محذوف مع نيابته عن جزاء الشرط . واللام الداخلة على إن موطئة للقسم . والمعنى إن شئنا ذهبنا بالقرآن ومحوناه عن الصدور والمصاحف فلم نترك له أثراً وبقيت كما كنت لا تدري ما الكتاب { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ } بعد الذهاب { بِهِ } من يتوكل علينا باسترداده وإعادته محفوظاً مستوراً { إِلاَّ رَحْمَةً مّن رَّبّكَ } إلا أن يرحمك ربك فيرده عليك ، كأن رحمته تتوكل عليه بالرد ، أو يكون على الاستثناء المنقطع بمعنى ولكن رحمة من ربك تركته غير مذهوب به ، وهذا امتنان من الله تعالى ببقاء القرآن محفوظاً بعد المنة العظيمة في تنزيله وتحفيظه ، فعلى كل ذي علم أن لا يغفل عن هاتين المنتين والقيام بشكرهما ، وهما منة الله عليه بحفظ العلم ورسوخه في صدره ، ومنته عليه في بقاء المحفوظ . وعن ابن مسعود إن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة ، وآخر ما تفقدون الصلاة ، وليصلين قوم ولا دين لهم ، وإن هذا القرآن تصبحون يوماً وما فيكم منه شيء . فقال رجل كيف ذلك وقد أثبتناه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا نعلمه أبناءنا ويعلمه أبناؤنا أبناءهم ؟ فقال يسري عليه ليلاً فيصبح الناس منه فقراء ترفع المصاحف وينزع ما في القلوب .