Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 90-93)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما تبين إعجاز القرآن وانضمت إليه المعجزات الأخر والبينات ولزمتهم الحجة وغلبوا ، أخذوا يتعللون باقتراح الآيات فعل المبهوت المحجوج المتعثر في أذيال الحيرة ، فقالوا لن نؤمن لك حتى … وحتى { تَفْجُرَ } تفتح . وقرىء « تفجر » بالتخفيف { مّنَ ٱلأَرْضِ } يعنون أرض مكة { يَنْبُوعًا } عيناً غزيرة من شأنها أن تنبع بالماء لا تقطع « يفعول » من نبع الماء ، كيعبوب من عب الماء { كَمَا زَعَمْتَ } يعنون قول الله تعالى { إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مّنَ ٱلسَّمَاء } سبأ9 وقرىء كسفاً ، بسكون السين جمع كسفة ، كسدرة وسدر وبفتحة { قَبِيلاً } كفيلاً بما تقول شاهداً بصحته . والمعنى أو تأتي بالله قبيلاً ، وبالملائكة قبيلاً ، كقوله @ … كُنْتُ مِنْهُ وَوَالِدِي بَرِيًّا … … فَإنِّي وَقَيَّارٌ بِهَا لَغَرِيبُ @@ أو مقابلاً ، كالعشير بمعنى المعاشر ، ونحوه { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلَـئِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا } الفرقان 21 أو جماعة حالاً من الملائكة { مّن زُخْرُفٍ } من ذهب { فِى ٱلسَّمَاء } في معارج السماء ، فحذف المضاف . يقال رقى في السلم وفي الدرجة { وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيّكَ } ولن نؤمن لأجل رقيك { حَتَّى تُنَزّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا } من السماء فيه تصديقك . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال عبد الله بن أبي أمية لن نؤمن لك حتى تتخذ إلى السماء سلماً . ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها ثم تأتي معك بصك منشور ، معه أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول . وما كانوا يقصدون بهذه الاقتراحات إلا العناد واللجاج ، ولو جاءتهم كل آية لقالوا هذا سحر ، كما قال عز وجل { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَـٰباً فِى قِرْطَاس } الأنعام 7 ، { وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ } الحجر 14 وحين أنكروا الآية الباقية التي هي القرآن وسائر الآيات وليست بدون ما اقترحوه - بل هي أعظم - لم يكن إلى تبصرتهم سبيل { قُلْ سُبْحَـٰنَ رَبّى } وقرىء « قال سبحان ربي » أي قال الرسول . و « سبحان ربي » تعجب من اقتراحاتهم عليه { هَلْ كُنتُ إَلاَّ } رسولاً كسائر الرسل { بَشَرًا } مثلهم ، وكان الرسل لا يأتون قومهم إلا بما يظهره الله عليهم من الآيات ، فليس أمر الآيات إليّ ، إنما هو إلى الله فما بالكم تتخيرونها عليّ .