Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 17-17)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تَّزَاوَرُ } أي تمايل ، أصله تتزاور فخفف بإدغام التاء في الزاي أو حذفها . وقد قرىء « بهما » . وقرىء « تزورّ وتزوارّ » بوزن تحمرّ وتحمارّ ، وكلها من الزور وهو الميل . ومنه زاره إذا مال إليه . والزور الميل عن الصدق { ذَاتَ ٱلْيَمِينِ } جهة اليمين وحقيقتها . الجهة المسماة باليمين { تَّقْرِضُهُمْ } تقطعهم لا تقربهم من معنى القطيعة والصرم . قال ذو الرمة @ إلَى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَقْوَازَ مُشْرِف شَمِالاً وَعَنْ أَيْمَانِهنَّ الْفَوَارِسُ @@ { وَهُمْ فِى فَجْوَةٍ مّنْهُ } وهم في متسع من الكهف . والمعنى أنهم في ظل نهارهم كله لا تصيبهم الشمس في طلوعها ولا غروبها ، مع أنهم في مكان واسع منفتح معرّض لإصابة الشمس لولا أنّ الله يحجبها عنهم . وقيل في متفسح من غارهم ينالهم فيه روح الهواء وبرد النسيم ولا يحسون كرب الغار { ذٰلِكَ مِنْءَايَـٰتِ ٱللَّهِ } أي ما صنعه الله بهم - من ازورار الشمس وقرضها طالعة وغاربة - آية من آياته ، يعني أنّ ما كان في ذلك السمت تصيبه الشمس ولا تصيبهم ، اختصاصاً لهم بالكرامة . وقيل باب الكهف شمالي مستقبل لبنات نعش ، فهم في مقنأة أبداً ومعنى ذلك من آيات الله أنّ شأنهم وحديثهم من آيات الله { مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ } ثناء عليهم بأنهم جاهدوا في الله وأسلموا له وجوههم ، فلطف بهم وأعانهم ، وأرشدهم إلى نيل تلك الكرامة السنية والاختصاص بالآية العظيمة ، وأن كل من سلك طريقة المهتدين الراشدين فهو الذي أصاب الفلاح ، واهتدى إلى السعادة ، ومن تعرّض للخذلان ، فلن يجد من يليه ويرشده بعد خذلان الله .