Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 7-11)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَا عَلَى ٱلأَرْضِ } يعني ما يصلح أن يكون زينة لها ولأهلها من زخارف الدنيا وما يستحسن منها { لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } وحسن العمل الزهد فيها وترك الاغترار بها ، ثم زهد في الميل إليها بقوله { وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا } من هذه الزينة { صَعِيداً جُرُزاً } يعني مثل أرض بيضاء لانبات فيها ، بعد أن كانت خضراء معشبة ، في إزالة بهجته ، وإماطه حسنه ، وإبطال ما به كان زينة من إماتة الحيوان وتجفيف النبات والأشجار ، ونحو ذلك ذكر من الآيات الكلية تزيين الأرض مما خلق فوقها من الأجناس التي لا حصر لها وإزالة ذلك كله كأن لم يكن ، ثم قال { أَمْ حَسِبْتَ } يعني أن ذلك أعظم من قصة أصحاب الكهف وإبقاء حياتهم مدّة طويلة . والكهف الغار الواسع في الجبل { وَٱلرَّقِيمِ } اسم كلبهم . قال أمية ابن أبي الصلت @ وَلَيْسَ بِهَا إلاَّ الرَّقِيمُ مُجَاوِراً وَصِيدَهُمُ وَالْقَوْمُ في الْكَهْفِ هُمَّدُ @@ وقيل هو لوح من رصاص رقمت فيه أسماؤهم جعل على باب الكهف . وقيل إن الناس رقموا حديثهم نقراً في الجبل . وقيل هو الوادي الذي فيه الكهف . وقيل الجبل . وقيل قريتهم . وقيل مكانهم بين غضبان وأيلة دون فلسطين { كَانُواْ } آية { عَجَبًا } من آياتنا وصفاً بالمصدر ، أو على ذات عجب { مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً } أي رحمة من خزائن رحمتك ، وهي المغفرة والرزق والأمن من الأعداء { وَهَيّىء لَنَا مِنْ أَمْرِنَا } الذي نحن عليه من مفارقة الكفار { رَشَدًا } حتى نكون بسببه راشدين مهتدين ، أو اجعل أمرنا رشداً كله ، كقولك رأيت منك أسداً { فَضَرَبْنَا عَلَىٰ ءاذَانِهِمْ } أي ضربنا عليها حجاباً من أن تسمع ، يعني أنمناهم إنامة ثقيلة لا تنبههم فيها الأصوات ، كما ترى المستثقل في نومه يصاح به فلا يسمع ولا يستنبه ، فحذف المفعول الذي هو الحجاب كما يقال بنى على امرأته ، يريدون بنى عليها القبة { سِنِينَ عَدَدًا } ذوات عدد ، فيحتمل أن يريد الكثرة وأن يريد القلة لأن الكثير قليل عنده ، كقوله { لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مّن نَّهَارٍ } الأحقاف 35 وقال الزجاج إذا قل فهم مقدار عدده فلم يحتج أن يعدّ ، وإذا كثر احتاج إلى أن يعد .