Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 95-97)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَا مَكَّنّى فِيهِ رَبّى خَيْرٌ } ما جعلني فيه مكيناً من كثرة المال واليسار ، خير مما تبذلون لي من الخراج ، فلا حاجة بي إليه ، كما قال سليمان صلوات الله عليه { فَمَا ءاتَـٰنِى ٱللَّهُ خَيْرٌ مّمَّا ءاتَـٰكُمْ } النمل 36 . قرىء بالإدغام وبفكه . { فَأَعِينُونِى بِقُوَّةٍ } بفعله وصناع يحسنون البناء والعمل ، وبالآلات { رَدْمًا } حاجزاً حصيناً موثقاً . والردم أكبر من السدّ ، من قولهم ثوب مردم ، رقاع فوق رقاع . وقيل حفر الأساس حتى بلغ الماء ، وجعل الأساس من الصخر والنحاس المذاب والبنيان من زبر الحديد ، بينهما الحطب والفحم حتى سدّ ما بين الجبلين إلى أعلاهما ، ثم وضع المنافيخ حتى إذا صارت كالنار ، صبّ النحاس المذاب على الحديد المحمي فاختلط والتصق بعضه ببعض وصار جبلاً صلداً . وقيل بعد ما بين السدّين مائة فرسخ . وقرىء « سوّى » ، و « سووى » . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم 652 أنّ رجلاً أخبره به فقال كيف رأيته ؟ قال كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء . قال « قد رأيته » والصدفان - بفتحتين - جانبا الجبلين ، لأنهما يتصادقان أي يتقابلان ، وقرىء « الصدفين » بضمتين . و « الصدفين » بضمة وسكون . « الصدفين » بفتحة وضمة . والقطر ، النحاس المذاب لأنه يقطر و { قِطراً } منصوب بأفرغ وتقديره آتوني قطراً أفرغ عليه قطراً فحذف الأول لدلالة الثاني عليه . وقرىء « قال ائتوني » ، أي جيئوني { فَمَا اسطاعوا } بحذف التاء للخفة لأنّ التاء قريبة المخرج من الطاء . وقرىء « فما اصطاعوا » ، بقلب السين صادا . وأما من قرأ بإدغام التاء في الطاء ، فملاق بين ساكنين على غير الحدّ { أَن يَظْهَرُوهُ } أي يعلوه ، أي لا حيلة لهم فيه من صعود . لارتفاعه وانملاسه ، ولا نقب لصلابته وثخانته .