Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 93-95)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

موصوفة لأنها وقعت بعد كل نكرة ، وقوعها بعد رب في قوله رُبَّ مَنْ أَنْضَجْتُ غَيْظاً صَدْرَهُ وقرأ ابن مسعود وأبوحيوة « آت الرحمٰن » على أصله قبل الإضافة . الإحصاء الحصر والضبط يعني حصرهم بعلمه وأحاط بهم { وَعَدَّهُمْ عَدّاً } الذين اعتقدوا في الملائكة وعيسى وعزير أنهم أولاد الله ، كانوا بين كفرين ، أحدهما القول بأن الرحمٰن يصح أن يكون والداً . والثاني إشراك الذين زعموهم لله أولاداً في عبادته ، كما يخدم الناس أبناء الملوك خدمتهم لآبائهم ، فهدم الله الكفر الأول فيما تقدم من الآيات ثم عقبه بهدم الكفر الآخر . والمعنى ما من معبود لهم في السموات والأرض من الملائكة ومن الناس إلا وهو يأتي الرحمٰن ، أي يأوي إليه ويلتجيء إلى ربوبيته عبداً منقاداً مطيعاً خاشعاً خاشياً راجياً ، كما يفعل العبيد وكما يجب عليهم ، لا يدعي لنفسه ما يدعيه له هؤلاء الضلال . ونحوه قوله تعالى { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَـٰفُونَ عَذَابَهُ } الإسراء 57 وكلهم متقلبون في ملكوته مقهورون بقهره وهو مهيمن عليهم محيط بهم ويجمل أمورهم وتفاصيلها وكيفيتهم وكميتهم لا يفوته شيء من أحوالهم ، وكل واحد منهم يأتيه يوم القيامة منفرداً ليس معه من هؤلاء المشركين أحد وهم برآء منهم .