Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 136-137)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقُولُواْ } خطاب للمؤمنين . ويجوز أن يكون خطابً للكافرين ، أي وقولوا لتكونوا على الحق ، وإلا فأنتم على الباطل وكذلك قوله { بَلْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِـْمَ } يجوز أن يكون على بل اتبعوا أنتم ملة إبراهيم أو كونوا أهل ملته . والسبط الحافد . وكان الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَالاسْبَاطِ } حفدة يعقوب ذراريّ أبنائه الاثني عشر { لا نفرق بَيْنَ أَحَدٍ مّنْهُمْ } لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى . و { أَحَدٍ } في معنى الجماعة . ولذلك صحّ دخول { بَيْنَ } عليه . { بِمِثْلِ مَا ءامَنتُمْ بِهِ } من باب التبكيت ، لأن دين الحق واحد لا مثل له وهو دين الإسلام { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ } آل عمران185 فلا يوجد إذاً دين آخر يماثل دين الإسلام في كونه حقاً ، حتى إن آمنوا بذلك الدين المماثل له كانوا مهتدين ، فقيل فإن آمنوا بكلمة الشك على سبيل الفرض والتقدير ، أي فإن حصلوا ديناً آخر مثل دينكم مساوياً له في الصحة والسداد فقد اهتدوا . وفيه أنّ دينهم الذي هم عليه وكل دين سواه مغاير له غير مماثل ، لأنه حق وهدى وما سواه باطل وضلال . ونحو هذا قولك للرجل الذي تشير عليه هذا هو الرأي الصواب ، فإن كان عندك رأي أصوب منه فاعمل به ، وقد علمت أن لا أصوب من رأيك . ولكنك تريد تبكيت صاحبك ، وتوقيفه على أن ما رأيت لا رأي وراءه . ويجوز أن لا تكون الباء صلة وتكون باء الاستعانة ، كقولك كتبت بالقلم ، وعملت بالقدوم أي فإن دخلوا في الإيمان بشهادة مثل شهادتكم التي آمنتم بها . وقرأ ابن عباس وابن مسعود « بما آمنتم به » وقرأ أبيّ « بالذي آمنتم به » { وَّإِنْ تَوَلَّوْاْ } عما تقولون لهم ولم ينصفوا فما هم إلا { فِى شِقَاقٍ } أي في مناوأة ومعاندة لا غير ، وليسوا من طلب الحق في شيء . أو وإن تولوا عن الشهادة والدخول في الإيمان بها { فَسَيَكْفِيكَهُمُ ٱللَّهُ } ضمان من الله لإظهار رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ، وقد أنجز وعده بقتل قريظة وسبيهم وإجلاء بني النضير . ومعنى السين أنّ ذلك كائن لا محالة وإن تأخر إلى حين { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } وعيد لهم ، أي يسمع ما ينطقون به ، ويعلم ما يضمرون من الحسد والغل وهو معاقبهم عليه . أو وعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمعنى يسمع ما تدعو به ويعلم نيتك وما تريده من إظهار دين الحق ، وهو مستجيب لك وموصلك إلى مرادك .