Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 170-171)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَهُمُ } الضمير للناس . وعدل بالخطاب عنهم على طريقة الالتفات للنداء على ضلالهم ، لأنه لا ضال أضل من المقلد ، كأنه يقول للعقلاء انظروا إلى هؤلاء الحمقى ماذا يقولون قيل هم المشركون . وقيل هم طائفة من اليهود دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فقالوا { بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ ءابَاءنَا } فإنهم كانوا خيراً منا وأعلم . وألفينا بمعنى وجدنا ، بدليل قوله { بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءنَا } لقمان 21 . { أَوْ لَّوْ كَانَ ءابَاؤُهُمْ } الواو للحال ، والهمزة بمعنى الردّ والتعجيب ، معناه أيتبعونهم ولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً من الدين ولا يهتدون للصواب . لا بدّ من مضاف محذوف تقديره ومثل داعي الذين كفروا { كَمَثَلِ ٱلَّذِى يَنْعِقُ } أو ومثل الذين كفروا كبهائم الذي ينعق . والمعنى ومثل داعيهم إلى الإيمان - في أنهم لا يسمعون من الدعاء إلا جرس النغمة ودوي الصوت ، من غير إلقاء أذهان ولا استبصار - كمثل الناعق بالبهائم ، التي لا تسمع إلا دعاء الناعق ونداءه الذي هو تصويت بها وزجر لها ، ولا تفقه شيئاً آخر ولا تعي ، كما يفهم العقلاء ويعون . ويجوز أن يراد بما لا يسمع الأصم الأصلخ ، الذي لا يسمع من كلام الرافع صوته بكلامه إلا النداء والتصويت لا غير ، من غير فهم للحروف . وقيل معناه ومثلهم في اتباعهم آباءهم وتقليدهم لهم كمثل البهائم التي لا تسمع إلا ظاهر الصوت ولا تفهم ما تحته ، فكذلك هؤلاء يتبعونهم على ظاهر حالهم ولا يفقهون أهم على حق أم باطل ؟ وقيل معناه ومثلهم في دعائهم الأصنام كمثل الناعق بما لا يسمع ، إلا أنّ قوله { إِلاَّ دُعَاءً َنِدَاءً } لا يساعد عليه ، لأنّ الأصنام لا تسمع شيئاً ، والنعيق التصويت . يقال نعق المؤذن ، ونعق الراعي بالضأن . قال الأخطل @ فَانْعَقْ بِضَأْنِكَ يَا جرِيرُ فَإنَّمَا مَنَّتْكَ نَفْسُكَ في الخَلاَءِ ضَلاَلاَ @@ وأما نفق الغراب فبالغين المعجمة { صُمٌّ } هم صم ، وهو رفع على الذمّ .