Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 204-206)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ } أي يروقك ويعظم في قلبك . ومنه الشىء العجيب الذي يعظم في النفس . وهو الأخنس بن شريق كان رجلاً حلو المنطق ، إذا لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألان له القول وادعى أنه يحبه وأنه مسلم وقال يعلم الله أني صادق . وقيل هو عامّ في المنافقين ، كانت تحلو لي ألسنتهم ، وقلوبهم أمرّ من الصَّبِرِ ، فإن قلت بم يتعلق قوله { فِىٱلحَيَوةِ ٱلدُّنْيَا } ؟ قلت بالقول ، أي يعجبك ما يقوله في معنى الدنيا لأن ادّعاءه المحبة بالباطل يطلب به حظاً من حظوظ الدنيا ولا يريد به الآخرة ، كما تراد بالإيمان الحقيقي والمحبة الصادقة للرسول فكلامه إذاً في الدنيا لا في الآخرة . ويجوز أن يتعلق بيعجبك ، أي قوله حلو فصيح في الدنيا فهو يعجبك ، ولا يعجبك في الآخرة لما يرهقه في الموقف من الحبسة واللكنة ، أو لأنه لا يؤذن له في الكلام فلا يتكلم حتى يعجبك كلامه { وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِ } أي يحلف ويقول الله شاهد على ما في قلبي من محبتك ومن الإسلام . وقرىء « ويشهد الله » . وفي مصحف أبيّ « ويستشهد الله » { وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ } وهو شديد الجدال والعداوة للمسلمين . وقيل كان بينه وبين ثقيف خصومة فبيتهم ليلاً وأهلك ومواشيهم وأحرق زروعهم . والخصام المخاصمة . وإضافة الألدّ بمعنى في ، كقولهم ثبت الغدر . أو جعل الخصام ألدّ على المبالغة . وقيل الخصام جمع خصم ، كصعب وصعاب ، بمعنى وهو أشدّ الخصوم خصومة { وَإِذَا تَوَلَّىٰ } عنك وذهب بعد إلانة القول وإحلاء المنطق { سَعَىٰ فِى ٱلأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا } كما فعل بثقيف . وقيل { وَإِذَا تَوَلَّىٰ } وإذا كان والياً فعل ما يفعل ولاة السوء من الفساد في الأرض بإهلاك الحرث والنسل . وقيل يظهر الظلم حتى يمنع الله بشؤم ظلمه القطر فيهلك الحرث والنسل . وقرىء ويهلكُ الحرث والنسلُ ، على أن الفعل للحرث والنسل ، والرفع للعطف على سعى . وقرأ الحسن بفتح اللام ، وهي لغة . نحو أبى يأبى . وروى عنه « ويهلك » ، على البناء للمفعول { أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإثْمِ } من قولك أخذته بكذا ، إذا حملته عليه وألزمته إياه ، أي حملته العزة التي فيه وحمية الجاهلية على الإثم الذي ينهى عنه ، وألزمته ارتكابه ، وأن لا يخلي عنه ضراراً ولجاجاً . أو على ردّ قول الواعظ .