Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 273-273)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الجار متعلق بمحذوف . والمعنى اعمدوا للفقراء ، واجعلوا ما تنفقون للفقراء ، كقوله تعالى { فِي تِسْعِ آيَاتٍ } النمل 12 ويجوزأن يكون خبر مبتدأ محذوف ، أي صدقاتكم للفقراء . و { ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ } هم الذين أحصرهم الجهاد { لاَ يَسْتَطِيعُونَ } لاشتغالهم به { ضَرْبًا فِى ٱلاْرْضِ } للكسب . وقيل هم أصحاب الصفة ، وهم نحو من أربعمائة رجل من مهاجري قريش لم يكن لهم مساكن في المدينة ولا عشائر ، فكانوا في صفة المسجد ـــ وهي سقيفته ـــ يتعلمون القرآن بالليل ، ويرضخون النوى بالنهار . وكانوا يخرجون في كل سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن كان عنده فضل أتاهم به إذا أمسى . وعن ابن عباس رضي الله عنهما 149 وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً على أصحاب الصفة فرأى فقرهم وجهدهم وطيب قلوبهم فقال " أَبْشِرُوا يا أصحاب الصفة ، فمن بقي من أَمْتي على النعت الذي أنتم عليه راضياً بما فيه فإنه من رفقائي في الجنة " { يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ } بحالهم { أَغْنِيَاءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ } مستغنين من أجل تعففهم عن المسألة { تَعْرِفُهُم بِسِيمَـٰهُمْ } من صفرة الوجه ورثاثة الحال . والإلحاف الإلحاح ، وهو اللزوم وأن لا يفارق إلا بشيء يعطاه . من قولهم لحفني من فضل لحافه ، أي أعطاني من فضل ما عنده . وعن النبي صلى الله عليه وسلم . 150 " إنّ الله تعالى يحبّ الحَيّيِ الحليم المتعفف ، ويبغض البذيّ السئال الملحف " ومعناه أنهم إن سألوا سألوا بتلطف ولم يلحوا وقيل هو نفي للسؤال والإلحاف جميعاً كقوله @ عَلَى لاَحِبٍ لاَ يُهْتَدَى بِمَنَارِهِ @@ يريد نفي المنار والاهتداء به .