Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 116-116)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِذْ } منصوب بمضمر ، أي واذكر وقت ما جرى عليه من معاداة إبليس ووسوسته إليه وتزيينه له الأكل من الشجرة ، وطاعته له بعد ما تقدّمت معه النصيحة والموعظة البليغة والتحذير من كيده ، حتى يتبين لك أنه لم يكن من أولي العزم والثبات . فإن قلت إبليس كان جنياً بدليل قوله تعالى { كَانَ مِنَ ٱلْجِنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبّهِ } الكهف 50 فمن أين تناوله الأمر وهو للملائكة خاصة ؟ قلت كان في صحبتهم ، وكان يعبد الله تعالى عبادتهم ، فلما أمروا بالسجود لآدم والتواضع له كرامة له ، كان الجني الذي معهم أجدر بأن يتواضع ، كما لو قام لمقبل على المجلس علية أهله وسراتهم ، كان القيام على واحد بينهم هو دونهم في المنزلة أوجب ، حتى إن لم يقم عنف . وقيل له قد قام فلان وفلان ، فمن أنت حتى تترفع عن القيام ؟ فإن قلت فكيف صحّ استثناؤه وهو جني عن الملائكة ؟ قلت عمل على حكم التغليب في إطلاق اسم الملائكة عليهم وعليه ، فأخرج الاستثناء على ذلك ، كقولك خرجوا إلا فلانة ، لامرأة بين الرجال { أَبَىٰ } جملة مستأنفة ، كأنه جواب قائل قال لم لم يسجد ؟ والوجه أن لا يقدّر له مفعول ، وهو السجود المدلول عليه بقوله { فَسَجَدُواْ } وأن يكون معناه أظهر الإباء وتوقف وتثبط .