Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 11-14)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ أبو عمرو وابن كثير « أَنّي » بالفتح ، أي نودي بأني { أَنَاْ رَبُّكَ } وكسر الباقون ، أي نودي فقيل يا موسى ، أو لأنّ النداء ضرب من القول فعومل معاملته . تكرير الضمير في { إِنّىۤ أَنَاْ رَبُّكَ } لتوكيد الدلالة وتحقيق المعرفة وإماطة الشبهة . روي أنه لما نودي { يَٰمُوسَىٰۤ } قال من المتكلم ؟ فقال له الله عز وجل { إِنّىۤ أَنَاْ رَبُّكَ } ، وأن إبليس وسوس إليه فقال لعلك تسمع كلام شيطان . فقال أنا عرفت أنه كلام الله بأني أسمعه من جميع جهاتي الست ، وأسمعه بجميع أعضائي . وروي أنه حين انتهى رأى شجرة خضراء ، من أسفلها إلى أعلاها كأنها نار بيضاء تتقد . وسمع تسبيح الملائكة ، ورأى نوراً عظيماً فخاف وبهت ، فألقيت عليه السكينة ثم نودي ، وكانت الشجرة عوسجة ، وروي كلما دنا أو بعد لم يختلف ما كان يسمع من الصوت . وعن ابن إسحاق لما دنا استأخرت عنه ، فلما رأى ذلك رجع وأوجس في نفسه خيفة ، فلما أراد الرجعة دنت منه ، ثم كلم . قيل أُمر بخلع النعلين لأنهما كانتا من جلد حمار ميت غير مدبوغ عن السدي وقتادة . وقيل ليباشر الوادي بقدميه متبركاً به . وقيل لأن الحفوة تواضع لله ، ومن ثم طاف السلف بالكعبة حافين ، ومنهم من استعظم دخول المسجد بنعليه ، وكان إذا ندر منه الدخول منتعلاً تصدق ، والقرآن يدل على أن ذلك احترام للبقعة وتعظيم لها وتشريف لقدسها . وروي أنه خلع نعليه وألقاهما من وراء الوادي { طُوًى } بالضم والكسر منصرف وغير منصرف بتأويل المكان والبقعة . وقيل مرتين ، نحو ثنى أي نودي نداءين أو قدس الوادي كرة بعد كرة { وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ } اصطفيتك للنبوّة . وقرأ حمزة « وإنا اخترناك » لِمَا يُوحَىٰ ۤ للذي يوحى . أو للوحي . تعلق اللام باستمع ، أو باخترتك { لِذِكْرِىۤ } لتذكرني فإن ذكري أن أعبد ويصلى لي . أو لتذكرني فيها لاشتمال الصلاة على الأذكار عن مجاهد . أو لأني ذكرتها في الكتب وأمرت بها . أو لأن أذكرك بالمدح والثناء وأجعل لك لسان صدق . أو لذكري خاصة لا تشوبه بذكر غيري أو لإخلاص ذكري وطلب وجهي لا ترائي بها ولا تقصد بها غرضاً آخر . أو لتكون لي ذاكراً غير ناس فعل المخلصين في جعلهم ذكر ربهم على بال منهم وتوكيل هممهم ، وأفكارهم به ، قال { لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَـٰرَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } النور 37 أو لأوقات ذكري وهي مواقيت الصلاة ، كقوله تعالى { إِنَّ ٱلصَّلَٰوةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَٰباً مَّوْقُوتاً } النساء 103 واللام مثلها في قولك جئتك لوقت كذا ، وكان ذلك لست ليال خلون . وقوله تعالى { يٰلَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى } الفجر 24 وقد حمل على ذكر الصلاة بعد نسيانها من قوله عليه الصلاة و السلام 684 " من نامَ عنْ صلاةِ أو نسيَها فليصلِها إذَا ذكرَهَا " وكان حق العبارة أن يقال لذكرها ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذَا ذكَرها » ومن يتمحلُ له يقول إذا ذَكرَ الصلاةَ فقدْ ذكرَ اللَّهَ . أو بتقدير حذف المضاف ، أي لذكر صلاتي . أو لأن الذكر والنسيان من الله عز وجل في الحقيقة . وقرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم « للذكرى » .