Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 17-18)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ17 } كقوله تعالى { وَهَـٰذَا بَعْلِى شَيْخًا } هود 72 في انتصاب الحال بمعنى الإشارة ويجوز أن تكون { تِلْكَ } اسماً موصولاً صلته { بِيَمِينِكَ } إنما سأله ليريه عظم ما يخترعه عزّ وعلا في الخشبة اليابسة من قلبها حية نضناضة وليقرر في نفسه المباينة البعيدة بين المقلوب عنه والمقلوب إليه ، وينبهه على قدرته الباهرة . ونظيره أن يريك الزرّاد زبرة من حديد ويقول لك ما هي ؟ فتقول زبرة حديد ، ثم يريك بعد أيام لبوساً مسرداً فيقول لك هي تلك الزبرة صيرتها إلى ما ترى من عجيب الصنعة وأنيق السرد . قرأ ابن أبي إسحاق « عصيّ » على لغة هذيل . ومثله { يَا بُشْرَى } يوسف 19 أرادوا كسر ما قبل ياء المتكلم فلم يقدروا عليه ، فقبلوا الألف إلى أخت الكسرة وقرأ الحسن « عصاي » بكسر الياء لالتقاء الساكنين ، وهو مثل قراءة حمزة { بِمُصْرِخِىَّ } إبراهيم 22 وعن ابن أبي إسحاق سكون الياء { أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهَا } أعتمد عليها إذا أعييت أو وقفت على رأس القطيع وعند الطفرة . وأهش بها على غنمي هشّ الورق خبطه أي أخبطه على رؤس غنمي تأكله . وعن لقمان ابن عاد أكلت حقاً وابن لبون وجذع ، وهشة نخب وسيلاً دفع ، والحمد لله من غير شبع ، سمعته من غير واحد من العرب . ونخب واد قريب من الطائف كثير السدر . وفي قراءة النخعي أهشّ ، وكلاهما من هشّ الخبز يهش إذا كان ينكسر لهشاشته . وعن عكرمة أهس بالسين ، أي أنحى عليها زاجراً لها . والهس زجر الغنم . { وَلِىَ فِيهَا مَئَارِبُ أُخْرَىٰ } ذكر على التفصيل والإجمال المنافع المتعلقة بالعصا ، كأنه أحس بما يعقب هذا السؤال من أمر عظيم يحدثه الله تعالى فقال ما هي إلا عصا لا تنفع إلا منافع بنات جنسها وكما تنفع العيدان . ليكون جوابه مطابقاً للغرض الذي فهمه من فحوى كلام ربه ، ويجوز أن يريد عزّ وجلّ أن يعدّد المرافق الكثيرة التي علقها بالعصا ويستكثرها ويستعظمها ، ثم يريه على عقب ذلك الآية العظيمة ، كأنه يقول له أين أنت عن هذه المنفعة العظمى والمأربة الكبرى المنسية عندها كل منفعة ومأربة كنت تعتدّ بها وتحتفل بشأنها ؟ وقالوا إنما سأله ليبسط منه ويقلل هيبته . وقالوا إنما أجمل موسى ليسأله عن تلك المآرب فيزيد في إكرامه ، وقالوا انقطع لسانه بالهيبة فأجمل ، وقالوا اسم العصا نبعة . وقيل في المآرب كانت ذات شعبتين ومحجن ، فإذا طال الغصن حناه بالمحجن ، وإذا طلب كسره لواه بالشعبتين ، وإذا سار ألقاها على عاتقه فعلق بها أدواته من القوس والكنانة والحلاب وغيرها ، وإذا كان في البرية ركزها وعرض الزندين على شعبتيها وألقى عليها الكساء واستظلّ وإذا قصر رشاؤه وصله بها ، وكان يقاتل بها السباع عن غنمه . وقيل كان فيها من المعجزات أنه كان يستقي بها فتطول بطول البئر وتصير شعبتاها دلواً ، وتكونان شمعتين بالليل ، وإذا ظهر عدوّ حاربت عنه ، وإذا اشتهى ثمرة ركزها فأورقت وأثمرت ، وكان يحمل عليها زاده وسقاءه فجعلت تماشيه ، ويركزها فينبع الماء ، فإذا رفعها نضب ، وكانت تقيه الهوام .