Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 83-84)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا أَعْجَلَكَ } أي شيء عجل بك عنهم على سبيل الإنكار ، وكان قد مضى مع النقباء إلى الطور على الموعد المضروب . ثم تقدمهم شوقاً إلى كلام ربه وتنجز ما وعد به ، بناء على اجتهاده وظنه أن ذلك أقرب إلى رضا الله تعالى . وزل عنه أنه عز وجل ما وقت أفعاله إلا نظراً إلى دواعي الحكمة ، وعلماً بالمصالح المتعلقة بكل وقت ، فالمراد بالقوم النقباء . وليس لقول من جوّز أن يراد جميع قومه وأن يكون قد فارقهم قبل الميعاد وجه صحيح ، يأباه قوله { هُمْ أُوْلاء عَلَىٰ أَثَرِى } وعن أبي عمرو ويعقوب « إثري » بالكسر وعن عيسى بن عمر « أُثرى » بالضم . وعنه أيضاً « أولى » بالقصر . والإثر أفصح من الأثر . وأما الأثر فمسموع في فرند السيف مدوّن في الأصول يقال إثر السيف وأثره ، وهو بمعنى الأثر غريب . فإن قلت { وَمَا أَعْجَلَكَ } سؤال عن سبب العجلة فكان الذي ينطبق عليه من الجواب أن يقال طلب زيادة رضاك أو الشوق إلى كلامك وتنجز موعدك . وقوله { هُمْ أُوْلاء عَلَىٰ أَثَرِى } كما ترى غير منطبق عليه . قلت قد تضمن ما واجهه به رب العزة شيئين ، أحدهما إنكار العجلة في نفسها . والثاني السؤال عن سبب المستنكر والحامل عليه ، فكان أهمّ الأمرين إلى موسى بسط العذر وتمهيد العلة في نفس ما أنكر عليه ، فاعتلّ بأنه لم يوجد مني إلا تقدّم يسير ، مثله لا يعتد به في العادة ولا يحتفل به . وليس بيني وبين من سبقته إلا مسافة قريبة يتقدّم بمثلها الوفد رأسهم ومقدمهم ، ثم عقبه بجواب السؤال عن السبب فقال { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبّ لِتَرْضَىٰ } ولقائل أن يقول حار لما ورد عليه من التهيب لعتاب الله ، فأذهله ذلك عن الجواب المنطبق المرتب على حدود الكلام .