Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 99-101)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الكاف في { كَذٰلِكَ } منصوب المحل ، وهذا موعد من الله عزّ وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم ، أي مثل ذلك الاقتصاص ونحو ما اقتصصنا عليك قصة موسى وفرعون ، نقصّ عليك من سائر أخبار الأمم وقصصهم وأحوالهم ، تكثيراً لبيناتك ، وزيادة في معجزاتك ، وليعتبر السامع ويزداد المستبصر في دينه بصيرة . وتتأكد الحجة على من عاند وكابر ، وأن هذا الذكر الذي آتيناك يعني القرآن مشتملاً على هذه الأقاصيص والأخبار الحقيقة بالتفكر والاعتبار ، لذكر عظيم وقرآن كريم ، فيه النجاة والسعادة لمن أقبل عليه ، ومن أعرض عنه فقد هلك وشقي . يريد بالوزر العقوبة الثقيلة الباهظة ، سماها وزراً تشبيها في ثقلها على المعاقب وصعوبة احتمالها بالحمل الذي يفدح الحامل ، وينقض ظهره ، ويلقي عليه بهره أو لأنها جزاء الوزر وهو الإثم . وقرىء « يحمل » جمع . { خَـٰلِدِينَ } على المعنى ، لأنّ من مطلق متناول لغير معرض واحد . وتوحيد الضمير في أعرض وما بعده للحمل على اللفظ . ونحوه قوله تعالى { وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيهَا } الجن 23 { فِيهِ } أي في ذلك الوزر . أو في احتماله { وسَاء } في حكم بئس . والضمير الذي فيه يجب أن يكون مبهماً يفسره { حِمْلاً } والمخصوص بالذم محذوف لدلالة الوزر السابق عليه ، تقديره ساء حملا وزرهم ، كما حذف في قوله تعالى { نِعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } ص 30 ، 44 أيوب هو المخصوص بالمدح . ومنه قوله تعالى { وَسَاءتْ مَصِيراً } النساء 97 ، 115 أي وساءت مصيراً جهنم . فإن قلت اللام في لهم ما هي ؟ وبم تتعلق ؟ قلت هي للبيان ، كما في { هَيْتَ لَكَ } يوسف 23 . فإن قلت ما أنكرت أن يكون في ساء ضمير الوزر ؟ قلت لا يصح أن يكون في ساء وحكمه حكم بئس ضمير شيء بعينه غير مبهم فإن قلت فلا يكن ساء الذي حكمه حكم بئس ، وليكن ساء الذي منه قوله تعالى { سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } الملك 27 بمعنى أهم وأحزن ؟ قلت كفاك صادّاً عنه أن يؤول كلام الله إلى قولك وأحزن الوزر لهم يوم القيامة حملاً ، وذلك بعد أن تخرج عن عهدة هذا اللام وعهدة هذا المنصوب .