Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 24-24)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كرّر { أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ ءالِهَةً } استفظاعاً لشأنهم واستعظاماً لكفرهم ، أي وصفتم الله تعالى بأنّ له شريكاً ، فهاتوا برهانكم على ذلك إمّا من جهة العقل ، وإمّا من جهة الوحي ، فإنكم لا تجدون كتاباً من كتب الأوّلين إلا وتوحيد الله وتنزيهه عن الأنداد مدعوّ إليه ، والإشراك به منهي عنه متوعد عليه . أي { هَـٰذَا } الوحي الوارد في معنى توحيد الله ونفي الشركاء عنه ، كما ورد عليّ فقد ورد على جميع الأنبياء ، فهو ذكر أي عظة للذين معي يعني أمّته ، وذكر للذين من قبلي يريد أمم الأنبياء عليهم السلام . وقرىء { ذِكْرُ مَن مَّعِىَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِى } بالتنوين ومن مفعول منصوب بالذكر كقوله { أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ يَتِيماً } البلد 14 ـــ 15 وهو الأصل والإضافة من إضافة المصدر إلى المفعول كقوله { غُلِبَتِ ٱلرُّومُ فِى أَدْنَى ٱلأرْضِ وَهُم مّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ } الروم 3 وقرىء « من معي » و « من قبلي » على من الإضافية في هذه القراءة . وإدخال الجار على « مع » غريب ، والعذر فيه أنه اسم هو ظرف ، نحو قبل ، وبعد ، وعند ، ولدن ، وما أشبه ذلك ، فدخل عليه « من » كما يدخل على أخواته . وقرىء « ذكر معي وذكر قبلي » كأنه قيل بل عندهم ما هو أصل الشرّ والفساد كله وهو الجهل وفقد العلم ، وعدم التمييز بين الحق والباطل ، فمن ثم جاء هذا الإعراض ، ومن هناك ورد هذا الإنكار . وقرىء { ٱلْحَقّ } بالرفع على توسيط التوكيد بين السبب والمسبب . والمعنى أن إعراضهم بسبب الجهل هو الحق لا الباطل . ويجوز أن يكون المنصوب أيضاً على هذا المعنى ، كما تقول هذا عبد الله الحق لا الباطل .