Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 51-54)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الرشد الاهتداء لوجوه الصلاح . قال الله تعالى { فَإِنْ آنستم منهم رشداً فادفغوا إليهم أموالهم } النساء 6 وقرىء « رشده » والرشد والرشد ، كالعدم والعدم . ومعنى إضافته إليه أنه رشد مثله . وأنه رشد له شأن { مِن قَبْلُ } أي من قبل موسى وهٰرون عليهما السلام . ومعنى علمه به أنه علم منه أحوالاً بديعة وأسراراً عجيبة وصفات قد رضيها وأحمدها ، حتى أهله لمخالته ومخالصته ، وهذا كقولك في خير من الناس أنا عالم بفلان ، فكلامك هذامن الاحتواء على محاسن الأوصاف بمنزل { إِذْ } إما أن يتعلق بآتينا ، أو برشده ، أو بمحذوف ، أي اذكر من أوقات رشده هذا الوقت . قوله { مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَـٰثِيلُ } تجاهل لهم وتغاب ، ليحقر آلهتهم ويصغر شأنها ، مع علمه بتعظيمهم وإجلالهم لها . لم ينو للعاكفين مفعولاً ، وأجراه مجرى ما لا يتعدى ، كقولك فاعلون العكوف لها أو واقفون لها . فإن قلت هلا قيل عليها عاكفون ، كقوله تعالى { يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ } الأعراف 138 ؟ قلت لو قصد التعدية لعدّاه بصلته التي هي « على » . ما أقبح التقليد والقول المتقبل بغير برهان ، وما أعظم كيد الشيطان للمقلدين حين استدرجهم إلى أن قلدوا آباءهم في عبادة التماثيل وعفروا لها جباههم ، وهم معتقدون أنهم على شيء ، وجادّون في نصرة مذهبهم ، ومجادلون لأهل الحق عن باطلهم ، وكفى أهل التقليد سبة أنّ عبدة الأصنام منهم { أَنتُمْ } من التأكيد الذي لا يصح الكلام مع الإخلال به ، لأنّ العطف على ضمير هو في حكم بعض الفعل ممتنع . ونحوه اسكن أنت وزوجك الجنة ، أراد أن المقلدين والمقلدين جميعاً ، منخرطون في سلك ضلال لا يخفى على من به أدنى مسكة ، لاستناد الفريقين إلى غير دليل ، بل إلى هوى متبع وشيطان مطاع ، لاستبعادهم أن يكون ما هم عليه ضلالاً .