Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 78-80)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي واذكرهما . وإذ بدل منهما . والنفش الانتشار بالليل . وجمع الضمير لأنه أرادهما والمتحاكمين إليهما . وقرىء « لحكمهما » والضمير في { فَفَهَّمْنَـٰهَا } للحكومة أو الفتوى . وقرىء « فأفهمناها » حكم داود بالغنم لصاحب الحٰرث فقال سليمان عليه السلام وهو ابن إحدى عشرة سنة غير هذا أرفق بالفريقين ، فعزم عليه ليحكمنّ ، فقال أرى أن تدفع الغنم إلى أهل الحرث ينتفعون بألبانها وأولادها وأصوافها ، والحرث إلى أرباب الشاء يقومون عليه حتى يعود كهيئته يوم أفسد ، ثم يترادّان . فقال القضاء ما قضيت ، وأمضى الحكم بذلك . فإن قلت أحكما بوحي أم باجتهاد ؟ قلت حكما جميعاً بالوحي ، إلا أن حكومة داود نسخت بحكومة سليمان . وقيل اجتهدا جميعاً ، فجاء اجتهاد سليمان عليه السلام أشبه بالصواب . فإن قلت ما وجه كل واحدة من الحكومتين ؟ قلت أمّا وجه حكومة داود عليه السلام ، فلأن الضرر لما وقع بالغنم سلمت بجنايتها إلى المجني عليه ، كما قال أبو حنيفة رضي الله عنه في العبد إذ جنى على النفس يدفعه المولى بذلك أو يفديه ، وعند الشافعي رضي الله عنه يبيعه في ذلك أو يفديه . ولعل قيمة الغنم كانت على قدر النقصان في الحرث . ووجه حكومة سليمان عليه السلام أنه جعل الانتفاع بالغنم بإزاء ما فات من الانتفاع بالحرث ، من غير أن يزول ملك المالك عن الغنم ، وأوجب على صاحب الغنم أن يعمل في الحٰرث حتى يزول الضرر والنقصان ، مثاله ما قال أصحاب الشافعي فيمن غصب عبداً فأبق من يده أنه يضمن القيمة فينتفع بها المغصوب منه بإزاء ما فوّته الغاصب من منافع العبد ، فإذا ظهر ترادّا ، فإن قلت فلو وقعت هذه الواقعة في شريعتنا ما حكمها ؟ قلت أبو حنيفة وأصحابه رضي الله عنهم لا يرون فيه ضماناً بالليل أو بالنهار إلا أن يكون مع البهيمة سائق أو قائد والشافعي رضي الله عنه يوجب الضمان بالليل . وفي قوله { فَفَهَّمْنَـٰهَا سُلَيْمَـٰنَ } دليل على أنّ الأصوب كان مع سليمان عليه السلام . وفي قوله { وَكُلاًّ ءاتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً } دليل على أنهما جميعاً كانا على الصواب { يُسَبّحْنَ } حال بمعنى مسبحات . أو استئناف . كأن قائلاً قال كيف سخرهنّ ؟ فقال يسبحن { وَٱلطَّيْرُ } إمّا معطوف على الجبال ، أو مفعول معه ، فإن قلت لم قدمت الجبال على الطير ؟ قلت لأنّ تسخيرها وتسبيحها أعجب وأدلّ على القدرة وأدخل في الإعجاز ، لأنها جماد والطير حيوان ، إلا أنه غير ناطق . روي أنه كان يمرّ بالجبال مسبحاً وهي تجاوبه . وقيل كانت تسير معه حيث سار . فإن قلت كيف تنطق الجبال وتسبح ؟ قلت بأن يخلق الله فيها الكلام كما خلقه في الشجرة حين كلم موسى وجواب آخر وهو أن يسبح من رآها تسير بتسيير الله ، فلما حملت على التسبيح وصفت به { وَكُنَّا فَـٰعِلِينَ } أي قادرين على أن نفعل هذا وإن كان عجباً عندكم وقيل وكنا نفعل بالأنبياء مثل ذلك . اللبوس الباس . قال @ سَأَتْرُكُ مَنْزِلِي لِبَنِي تَمِيمٍ وَأَلْحَقُ بِالْحِجَازِ فَأَسْتَرِيحَا @@ والمراد الدرع قال قتادة كانت صفائح فأوّل من سردها وحلقها داود ، فجمعت الخفة والتحصين { لِتُحْصِنَكُمْ } قرىء بالنون والياء والتاء ، وتخفيف الصاد وتشديدها فالنون لله عز وجل ، والتاء للصنعة أو للبوس على تأويل الدرع ، والياء لداود أو للبوس .