Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 83-84)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي ناداه بأني مسني الضر . وقرىء « إني » بالكسر على إضمار القول أو لتضمن النداء معناه والضر - بالفتح - الضرر في كل شيء ، وبالضم الضرر في النفس من مرض وهزال ، فرق بين البناءين لافتراق المعنيين . ألطف في السؤال حيث ذكر نفسه بما يوجب الرحمة ، وذكر ربه بغاية الرحمة ولم يصرح بالمطلوب . ويحكى أنّ عجوزاً تعرضت لسليمان بن عبد الملك فقالت يا أمير المؤمنين ، مشت جرذان بيتي على العصي ! فقال لها ألطفت في السؤال ، لا جرم لأردنها تثب وثب الفهود وملأ بيتها حباً . كان أيوب عليه السلام رومياً من ولد إسحاق بن يعقوب عليهم السلام ، وقد استنبأه الله وبسط عليه الدنيا وكثر أهله وماله كان له سبعة بنين وسبع بنات ، وله أصناف البهائم ، وخمسمائة فدان يتبعها خمسمائة عبد ، لكل عبد امرأة وولد ونخيل ، فابتلاه الله بذهاب ولده - انهدم عليهم البيت فهلكوا - وبذهاب ماله ، وبالمرض في بدنه ثماني عشرة سنة . وعن قتادة ثلاث عشرة سنة . وعن مقاتل سبعا وسبعة أشهر وسبع ساعات ، وقالت له امرأته يوماً لو دعوت الله ، فقال لها كم كانت مدة الرخاء فقالت ثمانين سنة ، فقال أنا أستحي من الله أن أدعوه وما بلغت مدة بلائي مدة رخائي فلما كشف الله عنه أحيا ولده ورزقه مثلهم ونوافل منهم . وروي أن امرأته ولدت بعدُ ستة وعشرين ابنا أي لرحمتنا العابدين وأنا نذكرهم بالإحسان لا ننساهم أو رحمة منا لأيوب وتذكرة لغيره من العابدين ، ليصبروا كما صبر حتى يثابوا كما أثيب في الدنيا والآخرة .