Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 87-87)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلنُّونِ } الحوت ، فأضيف إليه . برم بقومه لطول ما ذكرهم فلم يذكروا وأقاموا على كفرهم ، فراغمهم وظنّ أنّ ذلك يسوغ حيث لم يفعله إلا غضباً لله وأنفة لدينه وبغضاً للكفر وأهله ، وكان عليه أن يصابر وينتظر الإذن من الله في المهاجرة عنهم ، فابتلي ببطن الحوت . ومعنى مغاضبته لقومه أنه أغضبهم بمفارقته لخوفهم حلول العقاب عليهم عندها . وقرأ أبو شرف « مغضباً » قريء « نقدر » و « نقدّر » مخففاً ومثقلاً ويقدر ، بالياء بالتخفيف . ويقدر . ويقدّر ، على البناء للمفعول مخففاً ومثقلاً . وفسرت بالتضييق عليه ، وبتقدير الله عليه عقوبة . وعن ابن عباس أنه دخل على معاوية فقال لقد ضربتني أمواج القرآن البارحة فغرقت فيها ، فلم أجد لنفسي خلاصاً إلا بك . قال وما هي يا معاوية ، فقرأ هذه الآية وقال أو يظن نبيّ الله أن لا يقدر عليه ؟ قال هذا من القدر لامن القدرة . والمخفف يصح أن يفسر بالقدرة ، على معنى أن لن نعمل فيه قدرتنا ، وأن يكون من باب التمثيل ، بمعنى فكانت حاله ممثلة بحال من ظنّ أن لن نقدر عليه في مراغمته قومه ، من غير انتظار لأمر الله . ويجوز أن يسبق ذلك إلى وهمه بوسوسة الشيطان ، ثم يردعه ويرده بالبرهان ، كما يفعل المؤمن المحقق بنزغات الشيطان وما يوسوس إليه في كل وقت . ومنه قوله تعالى { وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَاْ } الأحزاب 10 والخطاب للمؤمنين { فِى ٱلظُّلُمَـٰتِ } أي في الظلمة الشديدة المتكاثفة في بطن الحوت ، كقوله { ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَـٰتٍ } البقرة 17 وقوله { يُخْرِجُونَهُم مّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَـٰتِ } البقرة 257 وقيل ظلمات بطن الحوت والبحر والليل . وقيل ابتلع حوتَهُ حوتٌ أكبر منه ، فحصل في ظلمتي بطني الحوتين وظلمة البحر . { أَنْ } أي بأنه { لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ } أو بمعنى « أي » عن النبي صلى الله عليه وسلم 699 " ما مِنْ مكروبٍ يدعَو بهذا الدعاءِ إلا استجيبَ له " وعن الحسن ما نجاه والله إلا إقراره على نفسه بالظلم .