Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 98-100)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } يحتمل الأصنام وإبليس وأعوانه ، لأنهم بطاعتهم لهم واتباعهم خطواتهم في حكم عبدتهم . ويصدّقه ما روي 700 أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وصناديد قريش في الحطيم ، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً ، فجلس إليهم فعرض له النضر بن الحٰرث فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه ، ثم تلا عليهم { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } الآية ، فأقبل عبد الله بن الزبعرى فرآهم يتهامسون ، فقال فيم خوضكم ؟ فأخبره الوليد بن المغيرة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عبد الله أما والله لو وجدته لخصمته ، فدعوه . فقال ابن الزبعرى أأنت قلت ذلك ؟ قال نعم . قال قد خصمتك ورب الكعبة . أليس اليهود عبدوا عزيراً ، والنصارى عبدوا المسيح ، وبنو مليح عبدوا الملائكة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " بل هم عبدوا الشياطين التي أمرتهم بذلك " فأنزل الله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } الأنبياء 101 يعني عزيراً والمسيح والملائكة عليهم السلام . فإن قلت لم قرنوا بآلهتهم ؟ قلت لأنهم لا يزالون لمقارنتهم في زيادة غمّ وحسرة ، حيث أصابهم ما أصابهم بسببهم . والنظر إلى وجه العدوّ باب من العذاب ، ولأنهم قدّروا ، أنهم يستشفعون بهم في الآخرة ويستنفعون بشفاعتهم ، فإذا صادفوا الأمر على عكس ما قدروا لم يكن شيء أبغض إليهم منهم . فإن قلت إذا عنيت بما تعبدون الأصنام ، فما معنى { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } ؟ قلت إذا كانوا هم وأصنامهم في قرن واحد ، جاز أن يقال لهم زفير ، وإن لم يكن الزافرين إلا هم دون الأصنام للتغليب ولعدم الإلباس . والحصب المحصوب ، أي يحصب بهم في النار . والحصب الرمي . وقرىء بسكون الصاد ، وصفاً بالمصدر . وقرىء « حطب » و « حضب » بالضاد متحركاً وساكناً وعن ابن مسعود يجعلون في توابيت من نار فلا يسمعون . ويجوز أن يصمهم الله كما يعميهم .