Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 11-13)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

على طرف من الدين لا في وسطه وقلبه . وهذا مثل لكونهم على قلق واضطراب في دينهم ، لا على سكون وطمأنينة ، كالذي يكون على طرف من العسكر ، فإن أحسّ بظفر وغنيمة قرّ واطمأن ، وإلا فرّ وطار على وجهه . قالوا نزلت في أعاريب قدموا المدينة ، وكان أحدهم إذا صح بدنه ونتجت فرسه مهراً سرياً ، وولدت امرأته غلاماً سوياً ، وكثر ماله وما شيته قال ما أصبت منذ دخلت في ديني هذا إلا خيراً ، واطمأن . وإن كان الأمر بخلافه قال ما أصبت إلا شراً ، وانقلب وعن أبي سعيد الخدري 704 أن رجلاً من اليهود أسلم فأصابته مصائب ، فتشاءم بالإسلام ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أقلني ، فقال « إنّ الإسلام لا يقال فنزلت . المصاب بالمحنة بترك التسليم لقضاء الله والخروج إلى ما يسخط الله جامع على نفسه محنتين ، إحداهما ذهاب ما أصيب به . والثانية ذهاب ثواب الصابرين ، فهو خسران الدارين . وقرىء « خاسر الدنيا والآخرة » بالنصب والرفع ، فالنصب على الحال ، والرفع على الفاعلية . ووضع الظاهر موضع الضمير ، وهو وجه حسن . أو على أنه خبر مبتدأ محذوف استعير { ٱلضَّلٰلُ ٱلْبَعِيدُ } من ضلال من أبعد في التيه ضالاً ، فطالت وبعدت مسافة ضلالته . فإن قلت الضرر والنفع منفيان عن الأصنام مثبتان لها في الآيتين ، وهذا تناقض قلت إذا حصل المعنى ذهب هذا الوهم ، وذلك أن الله تعالى سفه الكافر بأنه يعبد جماداً لا يملك ضراً ولا نفعاً ، وهو يعتقد فيه بجهله وضلاله أنه يستنفع به حين يستشفع به ، ثم قال يوم القيامة يقول هذا الكافر بدعاء وصراخ ، حين يرى استضراره بالأصنام ودخوله النار بعبادتها ، ولا يرى أثر الشفاعة التي ادعاها لها { لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ ٱلْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ ٱلْعَشِيرُ } و كرّر يدعو ، كأنه قال يدعو يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ، ثم قال لمن ضره بكونه معبوداً أقرب من نفعه بكونه شفيعاً لبئس المولى . وفي حرف عبد الله « من ضره » بغير لام . المولى الناصر . والعشير الصاحب ، كقوله { فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ } الزخرف 38 .