Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 1-1)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الزلزلة شدّة التحريك والإزعاج ، وأن يضاعف زليل الأشياء عن مقارّها ومراكزها ولا تخلو { ٱلسَّاعَةَ } من أن تكون على تقدير الفاعلة لها ، كأنها هي التي تزلزل الأشياء على المجاز الحكمي ، فتكون الزلزلة مصدراً مضافاً إلى فاعله ، أو على تقدير المفعول فيها على طريقة الاتساع في الظرف وإجرائه مجرى المفعول به ، كقوله تعالى { بَلْ مَكْرُ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } سبأ 33 وهي الزلزلة المذكورة في قوله { إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأرْضُ زِلْزَالَهَا } الزلزلة 1 واختلف في وقتها ، فعن الحسن أنها تكون يوم القيامة وعن علقمة والشعبي عند طلوع الشمس من مغربها . أمر بني آدم بالتقوى ، ثم علل وجوبها عليهم بذكر الساعة ووصفها بأهول صفة ، لينظروا إلى تلك الصفة ببصائرهم ويتصوّروها بعقولهم ، حتى يبقوا على أنفسهم ويرحموها من شدائد ذلك اليوم ، بامتثال ما أمرهم به ربهم من التردي بلباس التقوى ، الذي لا يؤمنهم من تلك الأفزاع إلا أن يتردوا به وروي 703 أنّ هاتين الآيتين نزلتا ليلاً في غزوة بني المصطلق ، فقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير أكثر باكياً من تلك الليلة ، فلما أصبحوا لم يحطوا السروج عن الدواب ، ولم يضربوا الخيام وقت النزول ، ولم يطبخوا قدراً ، وكانوا ما بين حزين وباك ومفكر .