Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 28-28)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

نكر المنافع لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة دينية ودنيوية لا توجد في غيرها من العبادات . وعن أبي حنيفة رحمه الله أنه كان يفاضل بين العبادات قبل أن يحج ، فلما حجّ فضل الحج على العبادات كلها ، لما شاهد من تلك الخصائص ، وكنى عن النحر والذبح بذكر اسم الله ، لأن أهل الإسلام لا ينفكون عن ذكر اسمه إذا نحروا أو ذبحوا . وفيه تنبيه على أن الغرض الأصلي فيما يتقرب به إلى الله أن يذكر اسمه ، وقد حسن الكلام تحسيناً بيناً أن جمع بين قوله { وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ } ، وقوله { عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ } ولو قيل لينحروا في أيام معلومات بهيمة الأنعام ، لم تر شيئاً من ذلك الحسن والروعة . الأيام المعلومات الأيام العشر عند أبي حنيفة ، وهو قول الحسن وقتادة . وعند صاحبيه أيام النحر . البهيمة مبهمة في كل ذات أربع في البر والبحر ، فبينت بالأنعام وهي الإبل والبقر والضأن والمعز . فكلوا الأمر بالأكل منها أمر إباحة ، لأن أهل الجاهلية كانوا لا يأكلون من نسائكهم ، ويجوز أن يكون ندباً لما فيه من مساواة الفقراء ومواساتهم ومن استعمال التواضع . ومن ثمة استحب الفقهاء أن يأكل الموسع من أضحيته مقدار الثلث . وعن ابن مسعود أنه بعث بهدي وقال فيه إذا نحرته فكل وتصدّق وابعث منه إلى عتبة ، يعني ابنه . وفي الحديث 706 " كلوا وادخروا وائتجروا " { ٱلْبَائِسَ } الذي أصابه بؤس أي شدة و { ٱلْفَقِيرَ } الذي أضعفه الإعسار .