Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 45-45)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كل مرتفع أظلك من سقف بيت أو خيمة أو ظلة أو كرم فهو « عرش » والخاوي الساقط ، من خوى النجم إذا سقط . أو الخالي ، من خوى المنزل إذا خلا من أهله . وخوى بطن الحامل وقوله { عَلَىٰ عُرُوشِهَا } لا يخلو من أن يتعلق بخاوية ، فيكون المعنى أنها ساقطة على سقوفها ، أي خرّت سقوفها على الأرض ، ثم تهدّمت حيطانها فسقطت فوق السقوف . أو أنها ساقطة أو خالية مع بقاء عروشها وسلامتها . وإما أن يكون خبراً بعد خبر ، كأنه قيل هي خالية ، وهي على عروشها أي قائمة مطلة على عروشها ، على معنى أنّ السقوف سقطت إلى الأرض فصارت في قرار الحيطان وبقيت الحيطان ماثلة فهي مشرفة على السقوف الساقطة . فإت قلت ما محلّ الجملتين من الإعراب أعني { وَهِىَ ظَالِمَةٌ فَهِىَ خَاوِيَةٌ } ؟ قلت الأولى في محل النصب على الحال ، والثانية لا محلّ لها لأنها معطوفة على أهلكناها ، وهذا الفعل ليس له محلّ وبئر معطلة وقرأ الحسن معطلة ، من أعطله بمعنى عطله . ومعنى المعطلة أنها عامرة فيها الماء ، ومعها آلات الاستقاء إلا أنها عطلت ، أي تركت لا يستقىٰ منها لهلاك أهلهاوقصر مشيد والمشيد المجصص أو المرفوع البنيان . والمعنى كم قرية أهلكنا ؟ وكم بئر عطلنا عن سقاتها ؟ وقصر مشيد أخليناه عن ساكنيه ؟ فترك ذلك لدلالة معطلة عليه . وفي هذا دليل على أنّ { عَلَىٰ عُرُوشِهَا } بمعنى « مع » أوجه . روي أنّ هذه بئر نزل عليها صالح عليه السلام مع أربعة آلاف نفر ممن آمن به . ونجاهم الله من العذاب ، وهي بحضرموت . وإنما سميت بذلك لأنّ صالحاً حين حضرها مات ، وثمة بلدة عند البئر اسمها « حاضوراء » بناها قوم صالح ، وأمّروا عليهم جلهس بن جلاس ، وأقاموا بها زماناً ثم كفروا وعبدوا صنماً ، وأرسل الله إِليهم حنظلة ابن صفوان نبياً فقتلوه ، فأهلكهم الله وعطل بئرهم وخرّب قصورهم .