Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 63-64)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرىء { مُخْضَرَّةً } أي ذات خضر ، على مفعلة ، كمقبلة ومسبعة . فإن قلت هلا قيل فأصبحت ؟ ولم صرف إلى لفظ المضارع ؟ قلت لنكتة فيه ، وهي إفادة بقاء أثر المطر زماناً بعد زمان ، كما تقول أنعم عليَّ فلان عام كذا ، فأروح وأغدوا شاكراً له . ولو قلت فرحت وغدوت ولم يقع ذلك الموقع ، فإن قلت فما له رفع لم ينصب جواباً للاستفهام ؟ قلت لو نصب لأعطى ما هو عكس الغرض ، لأنّ معناه إثبات الاخضرار ، فينقلب بالنصب إلى نفي الاخضرار ، مثاله أن تقول لصاحبك ألم تر أني أنعمت عليك فتشكر إن نصبته فأنت ناف لشكره شاك تفريطه فيه ، وإن رفعته فأنت مثبت للشكر . وهذا وأمثاله مما يجب أن يرغب له من اتسم بالعلم في علم الإعراب وتوقير أهله { لَطِيفٌ } وأصل علمه أو فضله إلى كل شيء { خَبِيرٌ } بمصالح الخلق ومنافعهم .