Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 19-20)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

خصّ هذه الأنواع الثلاثة ، لأنها أكرم الشجر وأفضلها وأجمعها للمنافع . ووصف النخل والعنب بأن ثمرهما جامع بين أمرين بأنه فاكهة يتفكه بها ، وطعام يؤكل رطباً ويابساً ، رطباً وعنباً ، وتمراً وزبيباً . والزيتون بأنّ دهنه صالح للاستصباح والاصطباغ جميعاً ، ويجوز أن يكون قوله { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } من قولهم يأكل فلان من حرفة يحترفها ، ومن ضيعة يغتلها ومن تجارة يتربح بها يعنون أنها طعمته وجهته التي منها يحصل رزقه ، كأنه قال وهذه الجنات وجوه أرزاقكم ومعايشكم ، منها ترتزقون وتتعيشون { وَشَجَرَةً } عطف على جنات . وقرئت مرفوعة على الابتداء ، أي ومما أنشيء لكم شجرة و { طُورِ سَيْنَآءَ } وطور سنين ، لا يخلو إما أن يضاف فيه الطور إلى بقعة اسمها سيناء وسينون ، وإمّا أن يكون اسماً للجبل مركباً من مضاف ومضاف إليه ، كامريء القيس ، وكبعلبك ، فيمن أضاف . فمن كسر سين سيناء فقد منع الصرف للتعريف والعجمة أو التأنيث لأنها بقعة ، وفعلاء لا يكون ألفه للتأنيث كعلباء وحرباء . ومن فتح فلم يصرف لأنّ الألف للتأنيث كصحراء . وقيل هو جبل فلسطين . وقيل بين مصر وإيلة . ومنه نودي موسى عليه السلام . وقرأ الأعمش « سينا » على القصر { بِٱلدُّهْنِ } في موضع الحال ، أي تنبت وفيها الدهن . وقرىء « تنبت » وفيه وجهان ، أحدهما أن أنبت بمعنى نبت . وأنشد لزهير @ رَأَيْتُ ذَوِي الْحَاجَاتِ حَوْلَ بُيُوتِهِم قَطِيناً لَهُمْ حَتَّى إذَا أَنْبَتَ الْبَقْلُ @@ والثاني أنّ مفعوله محذوف ، أي تنبت زيتونها وفيه الزيت . وقرىء « تنبت » بضم التاء وفتح الباء ، وحكمه حكم تنبت . وقرأ ابن مسعود تخرج الدهن وصبع الآكلين . وغيره تخرج بالدهن وفي حرف أبيّ « تثمر الدهن » وعن بعضهم تنبت بالدهان . وقرأ الأعمش « وصبغاً » وقرىء « وصباغ » ونحوهما دبغ ودباغ . والصبغ الغمس للائتدام . وقيل هي أوّل شجرة نبتت بعد الطوفان ، ووصفها الله تعالى بالبركة في قوله { يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ } النور 35 .