Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 1-2)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَدْ } نقيضه « لما » هي تثبت المتوقع و « لما » تنفيه ، ولا شكّ أن المؤمنين كانوا متوقعين لمثل هذه البشارة وهي الإخبار بثبات الفلاح لهم ، فخوطبوا بما دلّ على ثبات ما توقعوه . والفلاح الظفر بالمراد ، وقيل البقاء في الخير . و { أَفْلَحَ } دخل في الفلاح ، كأبشر دخل في البشارة . ويقال أفلحه أصاره إلى الفلاح . وعليه قراءة طلحة بن مصرِّف أفلح ، على البناء للمفعول . وعنه « أفلحوا » على أكلوني البراغيث . أو على الإبهام والتفسير . وعنه « أفلح » بضمة بغير واو ، اجتزاء بها عنها ، كقوله @ فَلَوْ أَنَّ الاطِبَّا كَانَ حَوْلِي @@ فإن قلت ما المؤمن ؟ قلت هو في اللغة المصدق . وأما في الشريعة فقد اختلف فيه على قولين ، أحدهما أنّ كل من نطق بالشهادتين مواطئاً قلبه لسانه فهو مؤمن . والآخر أنه صفة مدح لا يستحقها إلاّ البرّ التقيّ دون الفاسق الشقيّ . { خَٰشِعُونَ } الخشوع في الصلاة خشية القلب وإلباد البصر ـــ عن قتادة وهو إلزامه موضع السجود . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 717 أنه كان يصلي رافعاً بصره إلى السماء ، فلما نزلت هذه الآية رمى ببصره نحو مسجده ، وكان الرجل من العلماء إذا قام إلى الصلاة هاب الرحمٰن أن يشدّ بصره إلى شيء ، أو يحدث نفسه بشأن من شأن الدنيا . وقيل هو جمع الهمة لها ، والإعراض عما سواها . ومن الخشوع أن يستعمل الآداب ، فيتوقى كفّ الثوب ، والعبث بجسده وثيابه والالتفات ، والتمطي ، والتثاؤب ، والتغميض ، وتغطية الفم ، والسدل ، والفرقعة ، والتشبيك ، والاختصار ، وتقليب الحصا . روي عن النبي صلى الله عليه وسلم 718 أنه أبصر رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة فقال " لو خشع قلبه خشعت جوارحه " ونظر الحسن إلى رجل يعبث بالحصا وهو يقول اللَّهم زوّجني الحور العين ، فقال بئس الخاطب أنت ! تخطب وأنت تعبث . فإن قلت لم أضيفت الصلاة إليهم ؟ قلت لأنّ الصلاة دائرة بين المصلي والمصلى له ، فالمصلي هو المنتفع بها وحده ، وهي عدّته وذخيرته فهي صلاته وأمّا المصلى له ، فغنيّ متعال عن الحاجة إليها والانتفاع بها .