Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 35-38)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثنى { أَنَّكُمْ } للتوكيد ، وحسن ذلك لفصل ما بين الأوّل والثاني بالظرف . ومخرجون خبر عن الأول . أو جعل { أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ } مبتدأ ، و { إِذَا مِتٌّمْ } خبراً ، على معنى إخراجكم إذا متم ، ثم أخبر بالجملة عن إنكم ، أو رفع { أنكم مخرجون } بفعل هو جزاء للشرط ، كأنه قيل إذا متم وقع إخراجكم . ثم أوقعت الجملة الشرطية خبراً عن إنكم . وفي قراءة ابن مسعود « أيعدكم إذا متم » . قرىء « هيهات » بالفتح والكسر والضم ، كلها بتنوين وبلا تنوين ، وبالسكون على لفظ الوقف فإن قلت ما توعدون هو المستبعد ، ومن حقه أن يرتفع بهيهات ، كما ارتفع في قوله @ فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ العَقِيقُ وَأَهْلُهُ @@ فما هذه اللام قلت قال الزجاج في تفسيره البعدُ لما توعدون ، أو بعدٌ لما توعدون فيمن نوّن فنزله منزلة المصدر . وفيه وجه آخر وهو أن يكون اللام لبيان المستبعد ما هو بعد التصويت بكلمة الاستبعاد ، كما جاءت اللام في { هَيْتَ لَك } يوسف 23 لبيان المهيت به . { إِنْ هِىَ } هذا ضمير لا يعلم ما يعني به إلا بما يتلوه من بيانه . وأصله إن الحياة { إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } ثم وضع { هِىَ } موضع الحياة ، لأنّ الخبر يدلّ عليها ويبينها . ومنه هي النفس تتحمل ما حملت ، وهي العرب تقول ما شاءت . والمعنى لا حياة إلا هذه الحياة لأن « إن » النافية دخلت على « هي » التي في معنى الحياة الدالة على الجنس فنفتها ، فوازنت « لا » التي نفت ما بعدها نفي الجنس { نَمُوتُ وَنَحْيَا } أي يموت بعض ويولد بعض ، ينقرض قرن ويأتي قرن آخر ، ثم قالوا ما هو إلا مفتر على الله فيما يدعيه من استنبائه له ، وفيما بعدنا من البعث ، وما نحن بمصدقين .