Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 11-11)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الإفك أبلغ ما يكون من الكذب والافتراء . وقيل هو البهتان لا تشعر به حتى يفجأك . وأصله الأفك ، وهو القلب لأنه قول مأفوك عن وجهه . والمراد ما أُفك به على عائشة رضي الله عنها . والعصبة الجماعة من العشرة إلى الأربعين ، وكذلك العصابة . واعصو صبوا اجتمعوا ، وهم عبد الله بن أبيّ رأس النفاق ، وزيد بن رفاعة ، وحسان بن ثابت ، ومسطح ابن أثاثة ، وحمنة بنت جحش ، ومن ساعدهم . وقرىء « كبره » بالضم والكسر ، وهو عِظَمه . والذي تولاه عبد الله ، لإمعانه في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانتهازه الفرص ، وطلبه سبيلاً إلى الغميزة . أي يصيب كل خائض في حديث الإفك من تلك العصبة نصيبه من الإثم على مقدار خوضه . والعذاب العظيم لعبد الله ، لأنّ معظم الشرّ كان منه . يحكى أن صفوان رضي الله عنه مرّ بهودجها عليه وهو في ملأ من قومه فقال من هذه ؟ فقالوا عائشة رضي الله عنها ، فقال والله ما نجت منه ولا نجا منها ، وقال امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت ثم جاء يقودها . والخطاب في قوله { هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } لمن ساءه ذلك من المؤمنين ، وخاصة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر ، وعائشة ، وصفوان بن المعطل رضي الله عنهم . ومعنى كونه خيراً لهم أنهم اكتسبوا فيه الثواب العظيم لأنه كان بلاء مبيناً ومحنة ظاهرة ، وأنه نزلت فيه ثماني عشرة آية كل واحدة منها مستقلة بما هو تعظيم لشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتسلية له ، وتنزيه لأم المؤمنين رضوان الله عليها ، وتطهير لأهل البيت ، وتهويل لمن تكلم في ذلك أو سمع به فلم تمجه أذناه ، وعدة ألطاف للسامعين والتالين إلى يوم القيامة ، وفوائد دينية ، وأحكام وآداب لا تخفى على متأمليها .