Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 40-40)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اللجيّ العميق الكثير الماء . منسوب إلى اللج وهو معظم ماء البحر . وفي { أَخْرَجَ } ضمير الواقع فيه { لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا } مبالغة في لم يرها أي لم يقرب أن يراها فضلاً عن أن يراها . ومثله قول ذي الرمة @ إذَا غَيَّرَ النَّأْيُ الْمُحَبِّينَ لَمْ يَكَد رَسِيسُ الْهَوَى مِنْ حُبِّ مَيَّة يَبْرَحُ @@ أي لم يقرب من البراح فما باله يبرح ؟ شبه أعمالهم أولاً في فوات نفعها وحضور ضررها بسراب لم يجده من خدعه من بعيد شيئاً ، ولم يكفه خيبة وكمداً أن لم يجد شيئاً كغيره من السراب ، حتى وجد عنده الزبانية تعتله إلى النار ، ولا يقتل ظمأه بالماء . وشبهها ثانياً في ظلمتها وسوادها لكونها باطلة ، وفي خلوها عن نور الحق بظلمات متراكمة من لجّ البحر والأمواج والسحاب ، ثم قال ومن لم يوله نور توفيقه وعصمته ولطفه ، فهو في ظلمة الباطل لا نور له . وهذا الكلام مجراه مجرى الكنايات لأن الألطاف إنما تردف الإيمان والعمل الصالح . أو كونهما مترقبين ، ألا ترى إلى قوله { وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } العنكبوت 69 وقوله { وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِينَ } إبراهيم 27 وقرىء « سحاب ظلمات » على الإضافة . وسحاب ظلمات ، برفع { سَحَابٌ } وتنوينه وجرّ { ظُلُمَـٰتِ } بدلاً من { ظُلُمَـٰتِ } الأولى .