Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 21-21)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي لا يأملون لقاءنا بالخير لأنهم كفرة . أو لا يخافون لقاءنا بالشر . والرجاء في لغة تهامة الخوف ، وبه فسر قوله تعالى { لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } نوح 13 جعلت الصيرورة إلى دار جزائه بمنزلة لقائه لو كان ملقياً … اقترحوا من الآيات أن ينزل الله عليهم الملائكة فتخبرهم بأن محمداً صادقاً حتى يصدقوه . أو يروا الله جهرة فيأمرهم بتصديقه واتباعه . ولا يخلو إما أن يكونوا عالمين بأن الله لا يرسل الملائكة إلى غير الأنبياء ، وأن الله لا يصحّ أن يرى . وإنما علقوا إيمانهم عالمين بأن الله لا يكون . وإما أن لا يكونوا عالمين بذلك وإنما أرادوا التعنت باقتراح آيات سوى الآيات التي نزلت وقامت بها الحجة عليهم ، كما فعل قوم موسى حين قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة . فإن قلت ما معنى { فِى أَنفُسِهِمْ } ؟ قلت معناه أنهم أضمروا الاستكبار عن الحق وهو الكفر والعناد في قلوبهم واعتقدوه . كما قال { إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّـا هُم بِبَـٰلِغِيهِ } غافر 56 . { وَعَتَوْا } وتجاوزوا الحدّ في الظلم . يقال عتا علينا فلان . وقد وصف العتوّ بالكبير ، فبالغ في إفراطه يعني أنهم لم يَجْسروا على هذا القول العظيم ، إلا لأنهم بلغوا غاية الاستكبار وأقصى العتوّ ، واللام جواب قسم محذوف . وهذه الجملة في حسن استئنافها غاية . وفي أسلوبها قول القائل @ وَجَارَةُ جَسَّاسٍ أَبَأَنَا بِنَابِهَا كُلَيْباً غَلَتْ نَابٌ كُلَيْبٌ بَوَاؤُهَا @@ وفي فحوى هذا الفعل دليل على التعجب من غير لفظ التعجب . ألا ترى أن المعنى ما أشدّ استكبارهم ، وما أكبر عتوّهم ، وما أغلى ناباً بواؤها كليب .