Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 27-29)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عضّ اليدين والأنامل ، والسقوط في اليد ، وأكل البنان ، وحرق الأسنان والأرم ، وقرعها كنايات عن الغيظ والحسرة ، لأنها من روادفها ، فيذكر الرادفة ويدلّ بها على المردوف ، فيرتفع الكلام به في طبقة الفصاحة ، ويجد السامع عنده في نفسه من الروعة والاستحسان ، ما لا يجده عند لفظ المكنى عنه . وقيل 772 نزلت في عقبة بن أبي معيط بن أمية بن عبد شمس ، وكان يكثر مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل اتخذ ضيافة فدعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبى أن يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادتين . ففعل وكان أبي بن خلف صديقه فعاتبه وقال صبأت يا عقبة ؟ قال لا ، ولكن آلى أن لا يأكل من طعامي وهو في بيتي ، فاستحييت منه فشهدت له والشهادة ليست في نفسي ، فقال وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً فلم تطأ قفاه وتبزق في وجهه وتلطم عينه ، فوجده ساجداً في دار الندوة ففعل ذلك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم « لا ألقاك خارجاً مِنْ مكة إلاّ علوتُ رأَسَك بالسيفِ » ، فقتلَ يومَ بدرٍ أمرَ علياً رضي الله عنه بقتله . وقيل قتله عاصم بن ثابت بن أفلح الأنصاري وقال يا محمد ، إلى من السبية قال إلى النار . وطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبياً بأحد ، فرجع إلى مكة فمات . واللام في { ٱلْظَّالِمُ } يجوز أن تكون للعهد ، يراد به عقبة خاصة . ويجوز أن تكون للجنس فيتناول عقبة وغيره . تمنى أن لو صحب الرسول وسلك معه طريقاً واحداً وهو طريق الحق ولم يتشعب به طرق الضلالة والهوى . أو أراد أني كنت ضالاً لم يكن لي سبيل قط ، فليتني حصلت بنفسي في صحبة الرسول سبيلاً ، وقرىء « يا ويلتي » بالياء ، وهو الأصل لأن الرجل ينادي ويلته وهي هلكته ، ويقول لها تعالي فهذا أوانك . وإنما قلبت الياء ألفاً كما في صحارى ، ومدارى . فلان كناية عن الأعلام ، كما أن الهن كناية عن الأجناس فإن أريد بالظالم عقبة ، فالمعنى ليتني لم أتخذ أبياً خليلاً ، فكنى عن اسمه . وإن أريد به الجنس ، فكل من اتخذ من المضلين خليلاً كان لخليله اسم علم لا محالة ، فجعله كناية عنه { عَنِ ٱلذّكْرِ } عن ذكر الله ، أو القرآن ، أو موعظة الرسول . ويجوز أن يريد نطقه بشهادة الحق ، وعزمه على الإسلام . والشيطان إشارة إلى خليله ، سماه شيطاناً لأنه أضله كما يضلّ الشيطان ، ثم خذله ولم ينفعه في العاقبة ، أو أراد إبليس ، وأنه هو الذي حمله على مخالة المضل ومخالفة الرسول ، ثم خذله . أو أراد الجنس . وكل من تشيطن من الجنّ والإنس . ويحتمل أن يكون { وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ } حكاية كلام الظالم ، وأن يكون كلام الله . اتخذت يقرأ على الإدغام والإظهار والإدغام أكثر .