Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 63-63)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ } مبتدأ خبره في آخر السورة ، كأنه قيل وعباد الرحمٰن الذين هذه صفاتهم أولئك يجزون الغرفة . ويجوز أن يكون خبره { ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ } وأضافهم إلى الرحمٰن تخصيصاً وتفضيلاً . وقرىء « وعباد الرحمٰن » وقرىء « يمشون » { هَوْناً } حال ، أو صفة للمشي ، بمعنى هينين . أو مشياً هيناً إلا أنّ في وضع المصدر موضع الصفة مبالغة . والهون الرفق واللين . ومنه الحديث 778 " أحبب حبيبك هوناً مّا " وقوله 879 " المؤمنون هينون لينون " والمثل إذا عزّ أخوك فهن . ومعناه إذا عاسر فياسر . والمعنى أنهم يمشون بسكينة ووقار وتواضع ، لا يضربون بأقدامهم ولا يخفقون بنعالهم أشراً وبطراً ، ولذلك كره بعض العلماء الركوب في الأسواق ، ولقوله { وَيَمْشُونَ فِى ٱلاْسْوَاقِ } الفرقان 20 . { سَلاَماً } تسلماً منكم لانجاهلكم ، ومتاركة لا خير بيننا ولا شرّ ، أي نتسلم منكم تسلماً ، فأقيم السلام مقام التسلم . وقيل قالوا سداداً من القول يسلمون فيه من الإيذاء ، والإثم . والمراد بالجهل السفه وقلة الأدب وسوء الرعة ، من قوله @ أَلاَ يَجْهَلنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَا @@ وعن أبي العالية نسختها آية القتال ، ولا حاجة إلى ذلك ، لأنّ الإغضاء عن السفهاء وترك المقابلة مستحسن في الأدب والمروءة والشريعة ، وأسلم للعرض والورع .