Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 77-77)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما وصف عبادة العباد ، وعدّد صالحاتهم وحسناتهم ، وأثنى عليهم من أجلها ، ووعدهم الرفع من درجاتهم في الجنة أتبع ذلك بيان أنه إنما اكترث لأولئك وعبأ بهم وأعلى ذكرهم ووعدهم ما وعدهم ، لأجل عبادتهم ، فأمر رسوله أن يصرّح للناس ، ويجزم لهم القول بأن الاكتراث لهم عند ربهم ، إنما هو للعبادة وحدها لا لمعنى آخر ، ولولا عبادتهم لم يكترث لهم البتة ولم يعتدّ بهم ولم يكونوا عنده شيء يبالي به . والدعاء العبادة . و { مَا } متضمنة لمعنى الاستفهام ، وهي في محل النصب ، وهي عبارة عن المصدر ، كأنه قيل وأي عبء يعبأ بكم لولا دعاؤكم . يعني أنكم لا تستأهلون شيئاً من العبء بكم لولا عبادتكم . وحقيقة قولهم ما عبأت به ما اعتددت به من فوادح همومي ومما يكون عبئاً عليّ ، كما تقول ما اكترثت له ، أي ما اعتددت به من كوارثي ومما يهمني . وقال الزجاج في تأويل { مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبّى } أي وزن يكون لكم عنده ؟ ويجوز أن تكون { مَا } نافيه ، ويجوز أن تكون { مَا } نافية ، { فَقَدْ كَذَّبْتُمْ } يقول إذا أعلمتكم أن حكمي أني لا أعتدّ بعبادي إلا عبادتهم ، فقد خالفتم بتكذيبكم حكمي ، فسوف يلزمكم أثر تكذيبكم حتى يكبكم في النار . ونظيره في الكلام أن يقول الملك لمن استعصى عليه إن من عادتي أن أحسن إلى من يطيعني ويتبع أمري ، فقد عصيت فسوف ترى ما أحلّ بك بسبب عصيانك . وقيل معناه ما يصنع بكم ربي لولا دعاؤه إياكم إلى الإسلام . وقيل ما يصنع بعذابكم لولا دعاؤكم معه آلهة ، فإن قلت إلى من يتوجه هذا الخطاب ؟ قلت إلى الناس على الإطلاق ، ومنهم مؤمنون عابدون ومكذبون عاصون ، فخوطبوا بما وجدوا في جنسهم من العبادة والتكذيب . وقرىء « فقد كذب الكافرون » وقيل يكون العذاب لزاماً . وعن مجاهد رضي الله عنه هو القتل يوم بدر ، أنه لوزم بين القتلى لزاماً . وقرىء « لزاماً » بالفتح بمعنى اللزوم ، كالثبات والثبوت . والوجه أن ترك اسم كان غير منطوق به بعدما علم أنه مما توعد به ، لأجل الابهام وتناول ما لا يكتنهه الوصف ، والله أعلم بالصواب . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 781 " من قرأ سورة الفرقان لقي الله يوم القيامة وهو مؤمن بأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأدخل الجنة بغير نصب " .