Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 168-175)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
و { مّنَ ٱلْقَـٰلِينَ } أبلغ من أن يقول إني لعملكم قال كما تقول فلان من العلماء ، فيكون أبلغ من قولك فلان عالم لأنك تشهد له بكونه معدوداً في زمرتهم ، ومعروفة مساهمته لهم في العلم . ويجوز أن يريد من الكاملين في قلاكم . والقلي البغض الشديد ، كأنه بغض يقلي الفؤاد والكبد . وفي هذا دليل على عظم المعصية ، والمراد القلي من حيث الدين والتقوى ، وقد تقوى همة الدَّيِّن في دين الله حتى تقرب كراهته للمعاصي من الكراهة الجبلية { مِمَّا يَعْمَلُونَ } من عقوبة عملهم وهو الظاهر . ويحتمل أن يريد بالتنجية العصمة . فإن قلت فما معنى قوله { فَنَجَّيْنَـٰهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عَجُوزاً } ؟ قلت معناه أنه عصمه وأهله من ذلك إلا العجوز ، فإنها كانت غير معصومة منه ، لكونها راضية به ومعينة عليه ومحرشة ، والراضي بالمعصية في حكم العاصي . فإن قلت كان أهله مؤمنين ولولا ذلك لما طلب لهم النجاة ، فكيف استثنيت الكافرة منهم قلت الاستثناء إنما وقع من الأهل وفي هذا الاسم لها معهم شركة بحق الزواج وإن لم تشاركهم في الإيمان . فإن قلت { فِى ٱلْغَـٰبِرِينَ } صفة لها ، كأنه قيل إلا عجوزاً غابرة ، ولم يكن الغبور صفتها وقت تنجيتهم قلت معناه إلا عجوزاً مقدّراً غبورها . ومعنى الغابرين في العذاب والهلاك غير الناجين . قيل إنها هلكت مع من خرج من القرية بما أمطر عليهم من الحجارة . والمراد بتدميرهم الائتفاك بهم ، وأمّا الإمطار فعن قتادة أمطر الله على شذاذ القوم حجارة من السماء فأهلكم . وعن ابن زيد لم يرض بالائتفاك حتى أتبعه مطراً من حجارة ، وفاعل { فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ } ولم يرد بالمنذرين قوماً بأعيانهم ، إنما هو للجنس ، والمخصوص بالذمّ محذوف ، وهو مطرهم .