Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 10-11)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فإن قلت علام عطف قوله { وَأَلْقِ عَصَاكَ } ؟ قلت على بورك لأن المعنى نودي أن بورك من في النار ، وأن ألق عصاك كلاهما تفسير لنودي . والمعنى قيل له بورك من في النار ، وقيل له { أَلْقِ عَصَاكَ } . والدليل على ذلك قوله تعالى { وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ } القصص 31 بعد قوله { أَن يا مُوسَىٰ إِنّى أَنَا ٱللَّهُ } القصص 30 على تكرير حرف التفسير ، كما تقول كتبت إليك أن حج وأن اعتمر ، وإن شئت أن حج واعتمر . وقرأ الحسن جأن على لغة من يجدّ في الهرب من التقاء الساكنين ، فيقول شأبَّة ودأبَّة . ومنها قراءة عمرو بن عبيد « ولا الضألين » { وَلَمْ يُعَقّبْ } لم يرجع ، يقال عقب المقاتل ، إذا كرّ بعد الفرار . قال @ فَمَا عَقَّبُوا إذْ قِيلَ هَلْ مِنْ مُعَقِّبٍ وَلاَ نَزَلُوا يَوْمَ الكَرِيهَةِ مَنْزِلا @@ وإنما رعب لظنه أن ذلك لأمر أريد به ، ويدل عليه { إِنّى لاَ يَخَافُ لَدَىَّ ٱلْمُرْسَلُونَ } و { إِلا } بمعنى « لكن » لأنه لما أطلق نفي الخوف عن الرسل ، كان ذلك مظنة لطروّ الشبهة ، فاستدرك ذلك . والمعنى ولكن من ظلم منهم أي فرطت منه صغيرة مما يجوز على الأنبياء ، كالذي فرط من آدم ويونس وداود وسليمان وإخوة يوسف ، ومن موسى بوكزة القبطي ، ويشك أن يقصد بهذا التعريض بما وجد من موسى ، وهو من التعريضات التي يلطف مأخذها . وسماه ظلماً ، كما قال موسى { رَبّ إِنّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَٱغْفِرْ لِى } القصص 16 والحسن ، والسوء حسن التوبة ، وقبح الذنب . وقرىء « ألا من ظلم » ، بحرف التنبيه . وعن أبي عمرو في رواية عصمة حسناً .