Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 29-31)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَرِيمٌ } حسن مضمونة وما فيه ، أو وصفته بالكرم ، لأنه من عند ملك كريم أو مختوم . قال صلى الله عليه وسلم 797 " كرم الكتاب ختمه " . 798 " وكان صلى الله عليه وسلم يكتب إلى العجم ، فقيل له إنهم لا يقبلون إلا كتاباً عليه خاتم ، فاصطنع خاتماً " عن ابن المقفع من كتب إلى أخيه كتاباً ولم يختمه فقد استخف به . وقيل مصدّر ببسم الله الرحمٰن الرحيم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم هو استئناف وتبيين لما أُلْقِيَ إليها ، كأنها لما قالت إني أُلْقِيَ إليّ كتاب كريم ، قيل لها ممن هو ؟ وما هو ؟ فقالت إنه من سليمان وإنه كيت وكيت . وقرأ عبد الله « وإنه من سليمان وإنه » عطفاً على إني . وقرىء « أنه من سليمان وأنه » ، بالفتح على أنه بدل من كتاب ، كأنه قيل ألقى إليّ أنه من سليمان . ويجوز أن تريد لأنه من سليمان ولأنه ، كأنها عللت كرمه بكونه من سليمان ، وتصديره باسم الله . وقرأ أبيّ « أنْ من سليمان وأنْ بسم الله » ، على أن المفسرة . وأن في { أَلاَّ تَعْلُواْ } مفسرة أيضاً . لا تعلوا لا تتكبروا كما يفعل الملوك . وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما بالغين معجمة من الغلو وهو مجاوزة الحد . يروى أنّ نسخة الكتاب من عبد الله سليمان بن داود إلى بلقيس ملكة سبأ السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فلا تعلوا عليّ وائتوني مسلمين ، وكانت كتب الأنبياء عليهم السلام جملاً لا يطيلون ولا يكثرون ، وطبع الكتاب بالمسك وختمه بخاتمه ، فوجدها الهدهد راقدة في قصرها بمأرب ، وكانت إذا رقدت غلقت الأبواب ووضعت المفاتيح تحت رأسها ، فدخل من كوة وطرح الكتاب على نحرها وهي مستلقية . وقيل نقرها فانتبهت فزعة . وقيل أتاها والقادة والجنود حواليها ، فرفرف ساعة والناس ينظرون حتى رفعت رأسها ، فألقى الكتاب في حجرها ، وكانت قارئة كاتبة عربية من نسل تبع بن شراحيل الحميري فلما رأت الخاتم ارتعدت وخضعت ، وقالت لقومها ما قالت { مُسْلِمِينَ } منقادين أو مؤمنين .