Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 40-40)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلَّذِى عِندَهُ عِلْمٌ مّنَ ٱلْكِتَـٰبِ } هو رجل كان عنده اسم الله الأعظم ، وهو يا حي يا قيوم ، وقيل يا إلهنا وإله كل شيء إلهاً واحداً لا إله إلا أنت . وقيل يا ذا الجلال والإكرام ، وعن الحسن رضي الله عنه الله . والرحمن . وقيل هو آصف بن برخيا كاتب سليمان عليه السلام ، وكان صديقاً عالماً . وقيل اسمه أسطوم . وقيل هو جبريل . وقيل ملك أيد الله به سليمان . وقيل هو سليمان نفسه ، كأنه استبطأ العفريت فقال له أنا أريك ما هو أسرع مما تقول . وعن ابن لهيعة بلغني أنه الخضر عليه السلام علم من الكتاب من الكتاب المنزل ، وهو علم الوحي والشرائع . وقيل هو اللوح . والذي عنده علم منه جبريل عليه السلام . وآتيك - في الموضعين - يجوز أن يكون فعلاً واسم فاعل . الطرف تحريكك أجفانك إذا نظرت ، فوضع موضع النظر . ولما كان الناظر موصوفاً بإرسال الطرف في نحو قوله @ وَكُنْتَ إِذَا أَرْسَلْتَ طَرْفَكَ رَائِدَاً لِقَلْبِكَ يَوْمَاً أَتْعَبتْكَ الْمَنَاظرُ @@ وصف بردّ الطرف ، ووصف الطرف بالارتداد . ومعنى قوله { قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } أي أنك ترسل طرفك إلى شيء ، فقبل أن تردّه أبصرت العرش بين يديك ويروى أن آصف قال لسليمان عليه السلام مدّ عينيك حتى ينتهي طرفك ، فمدّ عينيه فنظر نحو اليمين . ودعا آصف فغار العرش في مكانه بمأرب ، ثم نبغ عند مجلس سليمان عليه السلام بالشام بقدرة الله ، قبل أن يردّ طرفه . ويجوز أن يكون هذا مثلاً لاستقصار مدّة المجيء به ، كما تقول لصاحبك افعل كذا في لحظة ، وفي ردّة طرف ، والتفت ترني ، وما أشبه ذلك تريد السرعة . { يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } لأنه يحط به عنها عبء الواجب ، ويصونها عن سمة الكفران ، وترتبط به النعمة ويستمد المزيد . وقيل الشكر ، قيد للنعمة الموجودة ، وصيد للنعمة المفقودة . وفي كلام بعض المتقدمين إن كفران النعمة بوار ، وقلما أقشعت ناقرة فرجعت في نصابها ، فاستدع شاردها بالشكر ، واستدم راهنها بكرم الجوار . واعلم أن سبوغ ستر الله متقلص عما قريب إذا أنت لم ترج لله وقاراً { غَنِىٌّ } عن الشكر { كَرِيمٌ } بالإنعام على من يكفر نعمته ، والذي قاله سليمان عليه السلام عند رؤية العرش شاكراً لربه ، جرى على شاكلة أبناء جنسه من أنبياء الله والمخلصين من عباده يتلقون النعمة القادمة بحسن الشكر ، كما يشيعون النعمة المودعة بجميل الصبر .