Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 60-60)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فإن قلت ما الفرق بين أم وأم في { أَمْ مَا تُشْرِكُونَ } و { أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } ؟ قلت تلك متصلة لأنّ المعنى أيهما خير . وهذه منقطعة بمعنى بل والهمزة ، لما قال تعالى آلله خير أم الآلهة ؟ قال بل أمّن خلق السموات والأرض خير ؟ تقريراً لهم بأن من قدر على خلق العالم خير من جماد لا يقدر على شيء . وقرأ الأعمش أمَن ، بالتخفيف . ووجهه أن يجعل بدلاً من الله ، كأنه قال أمّن خلق السموات والأرض خير أم ما تشركون ؟ فإن قلت أي نكتة في نقل الإخبار عن الغيبة إلى التكلم عن ذاته في قوله فَأَنْبَتْنَا ؟ قلت تأكيد معنى اختصاص الفعل بذاته ، والإيذان بأنّ إنبات الحدائق المختلفة الأصناف والألوان والطعوم والروائح والأشكال مع حسنها وبهجتها بماء واحد . لا يقدر عليه إلا هو وحده . ألا ترى كيف رشح معنى الاختصاص بقوله { مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا } ومعنى الكينونة الانبغاء . أراد أن تأتي ذلك محال من غيره ، وكذلك قوله { بَلْ هُمْ } بعد الخطاب أبلغ في تخطئة رأيهم . والحديقة البستان عليه حائط من الإحداق وهو الإحاطة . وقيل ذات لأنّ المعنى جماعة حدائق ذات بهجة ، كما يقال النساء ذهبت . والبهجة الحسن ، لأنّ الناظر يبتهج به { أَءِلٰهٌ مَّعَ ٱلله } أغيره يقرن به ويجعل شريكاً له . وقرىء « أإلها مع الله » ، بمعنى أتدعون ، أو أتشركون . ولك أن تحقق الهمزتين وتوسط بينهما مدّة ، وتخرج الثانية بين بين { يَعْدِلُونَ } به غيره أو يعدلون عن الحق الذي هو التوحيد .