Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 65-65)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فإن قلت لم رفع اسم الله ، والله يتعالى أن يكون ممن في السموات والأرض ؟ قلت جاء على لغة بني تميم ، حيث يقولون ما في الدار أحد إلا حمار ، يريدون ما فيها إلا حمار ، كأن أحداً لم يذكر . ومنه قوله @ عَشِيَّةَ مَا تُغنِي الرِّماحُ مَكَانَهَا وَلاَ النَّبْلُ إلاَّ الْمَشْرَفِيُّ الْمُصَمّمُ @@ وقولهم ما أتاني زيد إلا عمرو ، وما أعانه إخوانكم إلا إخوانه . فإِن قلت ما الداعي إلى اختيار المذهب التميمي على الحجازي ؟ قلت دعت إليه نكتة سَرية . حيث أخرج المستثنى مخرج قوله إلا اليعافير ، بعد قوله ليس بها أنيس ، ليؤول المعنى إلى قولك إن كان الله ممن في السموات والأرض ، فهم يعلمون الغيب ، يعني أنّ علمهم الغيب في استحالته كاستحالة أن يكون الله منهم ، كما أنّ معنى ما في البيت إن كانت اليعافير أنيساً ففيها أنيس ، بتاً للقول بخلوّها عن الأنيس . فإن قلت هلا زعمت أنّ الله ممن في السموات والأرض ، كما يقول المتكلمون الله في كل مكان ، على معنى أنّ علمه في الأماكن كلها ، فكأن ذاته فيها حتى لا تحمله على مذهب بني تميم ؟ قلت يأبى ذلك أن كونه في السموات والأرض مجاز ، وكونهم فيهن حقيقة ، وإرادة المتكلم بعبارة واحدة حقيقة ومجازاً غير صحيحة ، على أنّ قولك من في السموات والأرض ، وجمعك بينه وبينهم في إطلاق اسم واحد فيه إيهام تسوية ، والإيهامات مزالة عنه وعن صفاته تعالى . ألا ترى كيف قال صلى الله عليه وسلم لمن قال 800 ومن يعصهما فقد غوى " بئس خطيب ا لقوم أنت " وعن عائشة رضي الله عنها 801 " من زعم أنه يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية " ، والله تعالى يقول { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ } . وعن بعضهم أخفى غيبه عن الخلق ولم يطلع عليه أحداً لئلا يأمن أحد من عبيده مكره . وقيل نزلت في المشركين حين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة { أَيَّانَ } بمعنى متى ، ولو سمي به لكان فعالاً ، من آن يئين ولا نصرف . وقرىء « إيان » بكسر الهمزة .