Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 45-45)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فإن قلت كيف يتصل قوله { وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً } بهذا الكلام ؟ ومن أي وجه يكون استدراكاً له ؟ قلت اتصاله به وكونه استدراكاً له ، من حيث أن معناه ولكنا أنشأنا بعد عهد الوحي إلى عهدك قرونا كثيرة { فَتَطَاوَلَ } على آخرهم وهو القرن الذي أنت فيهم { ٱلْعُمُرُ } أي أمد انقطاع الوحي واندرست العلوم ، فوجب إرسالك إليهم ، فأرسلناك وكسبناك العلم بقصص الأنبياء وقصة موسى عليهم السلام ، كأنه قال وما كنت شاهداً لموسى وما جرى عليه ، ولكنا أوحينا إليك . فذكر سبب الوحي الذي هو إطالة الفترة ودلّ به على المسبب على عادة الله عز وجل في اختصاراته فإذاً هذا الاستدراك شبيه الاستدراكين بعده { وَمَا كُنتَ ثَاوِياً } أي مقيماً { فِى أَهْلِ مَدْيَنَ } وهم شعيب والمؤمنون به { تَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِنَا } تقرؤها عليهم تعلماً منهم ، يريد الآيات التي فيها قصة شعيب وقومه ، ولكنا أرسلناك وأخبرناك بها وعلمناكها .