Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 50-50)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فإن قلت ما الفرق بين فعل الاستجابة في الآية ، وبينه في قوله @ فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ @@ حيث عدّى بغير اللام ؟ قلت هذا الفعل يتعدّى إلى الدعاء بنفسه وإلى الداعي باللام ، ويحذف الدعاء إذا عدّي إلى الداعي في الغالب ، فيقال استجاب الله دعاءه أو استجابة له ، ولا يكاد يقال استجاب له دعاءه . وأما البيت فمعناه فلم يستجب دعاءه ، على حذف المضاف . فإن قلت فالاستجابة تقتضي دعاء ولا دعاء ههنا . قلت قوله فأتوا بكتاب أمر بالإتيان والأمر بعث على الفعل ودعاء إليه ، فكأنه قال فإن لم يستجيبوا دعاءك إلى الإتيان بالكتاب الأهدى ، فاعلم أنهم قد ألزموا ولم تبق لهم حجة إلا اتباع الهوى ، ثم قال { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ } لا يتبع في دينه إلا { هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ ٱللَّهِ } أي مطبوعاً على قلبه ممنوع الألطاف { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى } أي لا يلطف بالقوم الثابتين على الظلم الذين اللاطف بهم عابث . وقوله بغير هدى في موضع الحال ، يعني مخذولاً مخلى بينه وبين هواه .