Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 58-58)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا تخويف لأهل مكة من سوء عاقبة قوم كانوا في مثل حالهم من إنعام الله عليهم بالرقود في ظلال الأمن وخفض العيش ، فغمطوا النعمة وقابلوها بالأشر والبطر ، فدمّرهم الله وخرّب ديارهم . وانتصبت { مَعِيشَتَهَا } إمّا بحذف الجار وإيصال الفعل ، كقوله تعالى { وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ } الأعراف 155 وإمّا على الظرف بنفسها ، كقولك زيد ظني مقيم . أو بتقدير حذف الزمان المضاف ، أصله بطرت أيام معيشتها ، كخفوق النجم ، ومقدم الحاج وإمّا بتضمين { بَطِرَتْ } معنى كفرت وغمطت . وقيل البطر سوء احتمال الغنى وهو أن لا يحفظ حق الله فيه { إِلاَّ قَلِيلاً } من السكنى . قال ابن عباس رضي الله عنهما لم يسكنها إلا المسافر ومارّ الطريق يوماً أو ساعة ويحتمل أنّ شؤم معاصي المهلكين بقي أثره في ديارهم ، فكل من سكنها من أعقابهم لم يبق فيها إلا قليلاً { وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوٰرِثِينَ } لتلك المساكن من ساكنيها ، أي تركناها على حال لا يسكنها أحد ، أو خرّبناها وسوّيناها بالأرض .