Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 68-68)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الخيرة من التخير ، كالطيرة من التطير تستعمل بمعنى المصدر هو التخير ، وبمعنى المتخير كقولهم محمد خيرة الله من خلقه { مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } بيان لقوله { وَيَخْتَارُ } لأنّ معناه ويختار ما يشاء ، ولهذا لم يدخل العاطف . والمعنى أنّ الخيرة لله تعالى في أفعاله ، وهو أعلم بوجوه الحكمة فيها ، ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه . قيل السبب فيه قول الوليد بن المغيرة { لَوْلاَ نُزّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانُ عَلَىٰ رَجُلٍ مّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } الزخرف 31 يعني لا يبعث الله الرسل باختيار المرسل إليهم . وقيل معناه ويختار الذي لهم فيه الخيرة ، أي يختار للعباد ما هو خير لهم وأصلح ، وهو أعلم بمصالحهم من أنفسهم ، من قولهم في الأمرين ليس فيهما خيرة لمختار . فإن قلت فأين الراجع من الصلة إلى الموصول إذا جعلت ما موصولة ؟ قلت أصل الكلام ما كان لهم فيه الخيرة ، فحذف « فيه » كما حذف ، منه في قوله { إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلاْمُورِ } الشورى 43 لأنه مفهوم { سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ } أي الله بريء من إشراكهم ومايحملهم عليه من الجراءة على الله واختيارهم عليه ما لا يختار .