Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 78-78)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ عَلَىٰ عِلْمٍ } أي على استحقاق واستيجاب لما فيّ من العلم الذي فضلت به الناس ، وذلك أنه كان أعلم بني إسرائيل بالتوراة . وقيل هو علم الكيمياء . عن سعيد بن المسيب كان موسى عليه السلام يعلم علم الكيمياء ، فأفاد يوشع بن نون ثلثه ، وكالب بن يوفنا ثلثه ، وقارون ثلثه ، فخدعهما قارون حتى أضاف علمهما إلى علمه فكان يأخذ الرصاص والنحاس فيجعلهما ذهبا . وقيل علم الله موسى علم الكيمياء ، فعلمه موسى أخته ، فعلمته أخته قارون . وقيل هو بصره بأنواع التجارة والدهقنة وسائر المكاسب . وقيل { عِندِى } معناه في ظني ، كا تقول الأمر عندي كذا ، كأنه قال إنما أوتيته على علم ، كقوله تعالى { ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَـٰهُ نِعْمَةً مّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } الزمر 49 ثم زاد { عِندِى } أي هو في ظني ورأيي هكذا . يجوز أن يكون إثباتاً لعلمه بأنّ الله قد أهلك من القرون قبله من هو أقوى منه وأغنى ، لأنه قد قرأه في التوراة ، وأخبر به موسى ، وسمعه من حفاظ التواريخ والأيام كأنه قيل { أَوَ لَمْ يَعْلَمْ } في جملة ما عنده من العلم هذا ، حتى لا يغتر بكثرة ماله وقوّته . ويجوز أن يكون نفياً لعلمه بذلك لأنه لما قال أوتيته على علم عندي ، فتنفج بالعلم وتعظم به . قيل أعنده مثل ذلك العلم الذي ادعاه ورأى نفسه به مستوجبة لكل نعمة ، ولم يعلم هذا العلم النافع حتى يقي به نفسه مصارع الهالكين { وَأَكْثَرُ جَمْعاً } للمال ، أو أكثر جماعة وعدداً . فإن قلت ما وجه اتصال قوله { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } بما قبله ؟ قلت لما ذكر قارون من أهلك من قبله من القرون الذي كانوا أقوى منه وأغنى ، قال على سبيل التهديد له والله مطلع على ذنوب المجرمين ، لا يحتاج إلى سؤالهم عنها واستعلامهم . وهو قادر على أن يعاقبهم عليها ، كقوله تعالى { وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } آل عمران 153 وغيرها ، { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } البقرة 283 ، المؤمنون 51 ، النور 28 وما أشبه ذلك .